للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثير من المتقدمين، أعاذنا الله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف» (١).

فـ «إذا حُقّق أصل العلم، وعُرفت موادُّه، وجرت فروعه، ولاحت أصوله، كان الفهم فيه مبذولاً بين أهله، فليس المتقدم فيه بأولى من المتأخر، ولو كان له فضيلة السبق، فالعلم حاكم، ونظر المتأخر أتمّ؛ لأنه زائد على المتقدم، والفتح من الله مأمول لكل أحد» (٢).

ويُنبه إلى هذا المعنى الرهوني (٣) فيقول: «هذا ومما علم بالمشاهدة من حال علماء هذه الأمة أن جلالة من تصدى للتأليف من الأئمة، لا تمنع من الكلام معهم من أمّه، ... على أنه لا يستغرب صدور الحكمة عن أيدي من ضعف من الطلاب ... إلا من استولى على قلبه الحجاب، أما من علم أن ما يصدر على أيدي العباد على الخصوص والعموم من حكم وعلوم ومعارف وفهوم ... هو من الواحد الأحد ... بلا واسطة ولا أسباب، فلا يستغرب شيئًا من ذلك على الإطلاق، ... فكن أيها الناظر إلى هذا التقييد (٤) ... سالكًا مسلك أهل التوحيد واقفًا مع الحقيقة؛ حتى لا تستغرب ما تقف عليه


(١) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو، محمد بن مالك الجياني، (٢).
(٢) قواعد التصوف، (٥٣)، قاعدة (٣٧).
(٣) هو: أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف، الرهوني: فقيه مالكي مغربي .. نشأ وتعلم بفاس. أكثر إقامته بوزان، وتوفي بها. له مؤلفات، منها: أوضح المسالك وأسهل المراقي حاشية على شرح الزرقاني لمختصر خليل، وحاشية على شرح ميارة الكبير للمرشد المعين) لم تكمل، والتحصن والمنعة ممن أعتقد أن السنة بدعة. توفي سنة ١٢٣٠ هـ.
[يُنظر: شجرة النور الزكية، (١/ ٣٨٧). و: الأعلام، (٦/ ١٧)].
(٤) يعني حاشيته.

<<  <   >  >>