للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثار على كل طبقة من أهل العلم ثورة، وقى الله عز وجل شرها وانقمع كل سفيه، وانزوى كل مسيطر وعادت الحال إلى الهدوء والسكون» (١).

وقال صاحب (الفكر السامي): «فلتطْرح الأمة عنها التعصب، ولْتكن مذهبًا واحدًا، وهو اعتبار جميع المذاهب، والأخذ من كل مذهب بما يوافق الأدلة، ويناسب روح العصر والوقت والحال والمكان والضرورة». (٢)

النموذج الثامن: الاستدراك على عدم مراعاة حال المُتلقي.

أنكر الحسن على تحديث أنس - رضي الله عنه - الحجاجَ (٣)

بحديث العرنيين (٤)؛ ذلك أن الحجاج سأل أنسًا عن أشد عقوبة عاقب بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بعقوبته للعرنيين، فبلغ


(١) محمد بن حارث الخشني، (١٥٩).
(٢) (٤/ ٢٦٣).
(٣) هو: أبو محمد، الحجاج بن يوسف بن الحكم، الثقفي عامل عبد الملك بن مروان على العراق وخراسان، فلما توفي عبد الملك وتولى الوليد أبقاه على ما بيده. يصفه الذهبي قائلاً: «كان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن، ... وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء».

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٤/ ٣٤٣). و: وفيات الأعيان، (٢/ ٢٩)].
(٤) حديث العرنيين جاء في البخاري وغيره، وهو في البخاري بلفظ: «عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ، فَأَسْلَمُوا فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا، فَارْتَدُّوا وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا الْإِبِلَ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا».
[(٨/ ١٦٢)، ك الْمُحَارِبِينَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} [المائدة: ٣٣]، رقم (٦٨٠٢)]

<<  <   >  >>