للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنْ يَذْكُرُوا فِي آخِرِ الْكِتَابِ مَسَائِلَ تَتَعَلَّقُ بِمَا قَبْلَهَا؛ اسْتِدْرَاكًا لِمَا فَاتَ مِنْ الْكِتَابِ، وَيُتَرْجِمُونَهُ بِمَسَائِلَ شَتَّى أَوْ مَنْثُورَةٌ أَوْ مُتَفَرِّقَةٌ» (١).

وفي (مغني المحتاج): «وهذا الاستدراك مستدرك إذ ليس مع الأخت في هذه الصورة بنت حتى تكون الأخت مع البنت عصبة وإنما الأخت نفسها هي البنت فكيف تعصب نفسها» (٢).

- مادة (تعقّب) وما تصرف منها.

في (فتح الباري): «وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْله: «وَإِنَّهُ لَكَبِير» (٣) فَقَالَ أَبُو عَبْد الْمَلِك الْبَوْنِيّ (٤):

يَحْتَمِل أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ غَيْر كَبِير، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ فِي الْحَال بِأَنَّهُ كَبِير، فَاسْتَدْرَكَ. وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَسْتَلْزِم أَنْ يَكُون نَسْخًا وَالنَّسْخ لَا يَدْخُل الْخَبَر. وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْحُكْم بِالْخَبَرِ يَجُوز نَسْخه؛ فَقَوْله: «وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير» إِخْبَار بِالْحُكْمِ، فَإِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَبِير فَأَخْبَرَ بِهِ كَانَ نَسْخًا لِذَلِكَ الْحُكْم» (٥).

- مادة (نكت) وما تصرف منها.


(١) مع فتح القدير وحاشية جلبي، (٧/ ٣٠١).
(٢) (٣/ ٢٩)، وسبق المثال في: (١٦٠).
(٣) قطعة من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: «قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ. ثُمَّ قَالَ: بَلَى! كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا» [رواه البخاري في (صحيحه): (١/ ٥٣)، ك الوضوء، ب مِنْ الْكَبَائِرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ، رقم (٢١٦)]
(٤) هو: أبو عبد الملك، مروان بن علي القطان، الأندلسي، يعرف بالبوني القرطبي، محدث حافظ، سكن بونة من بلاد إفريقية، وألّف في شرح الموطأ، كتاباً مشهوراً حسناً، رواه عنه الناس، وتفقه بأحمد بن نصر الداودي، ولا زمه، وأخذ عنه معظم روايته وتآليفه. روى عنه حاتم الطرابلسي وأبو عمر ابن الحذاء. توفي قبل سنة ٤٤٠ هـ.

[ترتيب المدارك، (٧/ ٢٥٩). و: شجرة النور الزكية، (١/ ١١٤)].
(٥) (١/ ٣١٨).

<<  <   >  >>