للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- زيادة الثقة بالمؤلفات المهتمة بالاستدراك، واعتمادها في البحث والإحالة.

وقد اهتم أصحاب المذاهب ببيان المعتمد من الكتب في مذاهبهم، ونجد أن من أسباب هذا الاعتماد هو ما تميزت به من التنقيح والاستدراك.

قال صاحب (المذهب الحنفي) في دراسته لأسباب عدم اعتماد بعض الكتب في المذهب الحنفي: «قد يكون سبب عدم الاعتماد على بعض الكتب اشتمالها على روايات أو أقوال ضعيفة، ومسائل شاذة وغريبة، تم تدوينها دون تنقيح وتمحيص، إما لأن المؤلف لم يتمكن من المراجعة والتمحيص، أو لأنه تأثر بغيره ممن اعتمد عليهم في التأليف، أو لأنه تساهل في نقل الروايات» (١).

وفي (حاشية الدسوقي على الشرح الكبير) قال مُعلّلاً اعتماد خليل على ابن يونس واللخمي وابن رشد والمازري في (مختصره): «وخصّ هؤلاء الأربعة بالذكر؛ لأنه لم يقع لأحد من المتأخرين ما وقع لهم من التعب في تحرير المذهب وتهذيبه» (٢).

وقد سبقت حكاية قول صاحب (الحاوي) عن اعتماد مؤلفات الغزالي في المذهب الشافعي (٣)، وحكاية قول صاحب (المدخل المفصل) عن (الإنصاف) في المذهب الحنبلي (٤).

- رفع الإشكالات الواردة في فهم النصوص.

ويحكي ابن وهب أثر الاستدراك على تفقهه قائلاً: «لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت. فقيل له: فكيف ذلك؟ فقال: أكثرتُ من الحديث فحيّرني، فكنتُ أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان: خذ هذا ودع هذا» (٥).

وقد يكون سبب عدم العمل بالنص أو بشيء منه نسخه أو تخصيصه أو تقييده، وكشفُ ذلك من عمل الفقيه، ليرتفع الإشكال عند توهّم التعارض أو التباس المعنى.


(١) أحمد النقيب، (١/ ٢٨٨).
(٢) حاشية الدسوقي مع الشرح الكبير، (١/ ٢٢).
(٣) يُنظر: (٥٠٣) من هذا الفصل.
(٤) يُنظر: (٥٠٣) من هذا الفصل.
(٥) الديباج المذهب مع نيل الابتهاج، (١٣٣). و: ترتيب المدارك، (٣/ ٢٣٦).

<<  <   >  >>