(٢) وقعة الحديبية كانت في ذي القعدة سنة ٦ هـ، خرج إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في ألف وأربعمئة وقيل: ألف وخمسمئة، قاصدًا المسجد الحرام للعمرة، وليس معه سلاح إلا سلاح المسافر والسيوف في القرب، حاولت قريش بقيادة خالد بن الوليد صدّ المسلمين عن المسجد الحرام، وفاته الميل عليهم وهم يصلون الظهر، فقرر أن يأخذهم على غرة وهم يصلون العصر، ولكن نزلت مشروعية صلاة الخوف، وبدّل النبي - صلى الله عليه وسلم - الطريق من الطريق الرئيسي إلى مكة إلى طريق وعرة بين الشعاب، ونزل بالحديبية، وأرسلت قريش رسلها للتفاوض، وأرسل إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمانَ - رضي الله عنه - سفيرا يؤكد هدفه من الخروج وأنه للعمرة، وانتهى الأمر إلى إبرام الصلح، وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجع من عامه ويدخل والمسلمون مكة العام المقبل، ووضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، وترك الحرية لباقي القبائل في الانضمام إلى عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى عقد قريش، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرد من جاءه من قريش هاربًا، ولا ترد قريش من جاءها ممن مع محمد - صلى الله عليه وسلم - هاربًا. [يُنظر: الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، صفي الرحمن المباركفوري، (٢٨٧ - ٢٩١)]. (٣) هو: أبو يزيد، سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود، القرشي العامري، خطيب قريش، وفصيحهم، ومن أشرافهم، تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، ثم حسن إسلامه، وكان قد أسر يوم بدر وتخلص، قيل مات في طاعون عمواس سنة ١٨ هـ.
[يُنظر: أسد الغابة، (٢/ ٥٥٦). و: سير أعلام النبلاء، (١/ ١٩٤).]. (٤) هو: أبو سفيان، وأبو حنظلة، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق، من أهل الشرف والرأي في العرب، أسلم ليلة الفتح وشهد حنينا والطائف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين ١٠٠ بعير و ٤٠ أوقية، توفي سنة ٣١ هـ. [يُنظر: أسد الغابة، (٣/ ١٠). و: سير أعلام النبلاء، (٢/ ١٠٥)].