للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثناياها ملامح لمعترك آخر ولكن على الساحة الفكرية أولًا قبل انتقاله إلى المواجهة المسلحة. وهو معترك إعلامي غير شريف قائم على التشويه وتزييف الحقائق؛ وذلك لأن الغرب حينما أطلق العنان لديمقراطيته الحرة المزعومة وجد الإسلام يغزوه فكريًا في عقر داره، وصار الناس يدخلون في دين الله أفواجًا (١)، ولله الحمد والفضل والمنَّة، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَابَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (٢)، وكما قال ابن تيمية رحمه الله (٣): «ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه، فيحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق» اهـ.

وفي المقابل بات تراث الغرب اليهودي-المسيحي مهددًا بالزوال .. والصراخ - كما يقال - يكون على قدر الألم! وإلا:

- فما الذي دفع الدنماركيين إلى تأسيس منظمة أسموها (وقف أسلمة الدنمارك Stop Islamificering af Danmark SIAD)، ونشروا فروعها في أوروپاوأمريكا تحت شعار (وقف أسلمة أوروپا Stop Islamisation of Europe SIOE) و (وقف أسلمة أمريكا Stop Islamisation of America SIOA) (٤) ،

رافعين شعار (لا شريعة هنا)؟


(١) حتى إنه في خبر نشرته صحيفة (دايلي ميل) البريطانية، وأكده لي أحد الأصدقاء المقيمين بالعاصمة، أن اسم (محمد) - بمختلف صور كتابته بالإنجليزية - صار الاسم الأكثر انتشارًا في بريطانيا، حيث قفز إلى المركز الأول في قائمة عام ٢٠٠٩م مقابل المركز الثالث في عام ٢٠٠٨م، متفوقًا بذلك على اسم (چاك) و (أوليفر)، (المركز الأول والثاني سابقًا). See, Jack Doyle: Mohammed is now the most popular name for baby boys ahead of Jack and Harry, Daily Mail (www.dailymail.co.uk), October ٢٨, ٢٠١٠
(٢) التوبة: ٣٢
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى (٢٨/ ٥٧).
(٤) ولقد سعت تلك الأخيرة، والتي ترأسها الناشطة پاميلا جيلر Pamela Geller، في عمل قوة ضاغطة (لوبي) وتنظيم تظاهرات من أجل وقف تأسيس مسجد ومركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات الحادي عشر من سپتمبر في ٢٠٠١م، والذي اشتهر باسم (مسجد المنطقة صفر Ground Zero Masjid)، إضافة إلى الحملة الشعواء التي دشَّنها القس المعتوه تيري چونز Terry Jones في أغسطس ٢٠١٠م تحت شعار (اليوم العالمي لحرق القرآن International Burn a Koran Day)، وذلك إحياءً للذكرى التاسعة (٢٠١٠م) لأحداث ١١ سپتمبر، في حالة عدم نقل هذا المشروع من موقعه! ولقد تبعه في ذلك عدة مؤسسات منها ما هو تابع لأقباط المهجر. وتقوم منظمة (وقف أسلمة أمريكا) كذلك بتحريض المسلمين على الارتداد عن دينهم؛ وذلك من خلال عدة أنشطة، منها - وفق ما نقلته شبكة سي إن إن الإخبارية - تأجير مساحات إعلانية كبيرة على حافلات مدينة نيويورك تكتب عليها عبارات كـ: «هل تتعرض للتهديد من قبل أفراد مجتمعك أو أسرتك؟»، «هل تريد أن تترك الإسلام؟»، حيث تتكفل المنظمة بحماية هؤلاء من التعرض للإيذاء عن طريق التواصل معهم عبر موقعهم (الملاذ من الإسلام www.refugefromislam.com) .. ولقد جاءت هذه الحملة كرد على حملة دعائية قام بها بعض الدعاة المسلمين في أمريكا على المساحات الإعلانية الخاصة بعربات مترو الأنفاق من أجل التعريف بالإسلام، وذلك بالترويج لموقع (لماذا الإسلام؟ www.whyislam.org). ولقد جاء تصريح پاميلا جيلر للشبكة تعليقًا على هذه الحملة العدائية ساذجًا ووقحًا للغاية، حيث قالت: «إن المسلمين الملتزمين الذين يجدون هذه الإعلانات جارحة وعدائية يجب أن يتجاهلوها، فإنها غير موجهة إليهم». See, Cable News Network CNN (www.cnn.com): Ads on NYC buses target those wanting to leave Islam, May ٢٧, ٢٠١٠

<<  <   >  >>