للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطاب أو بأبي جهل بن هشام»، إلا أنهما ذكرا قوله - صلى الله عليه وسلم - في سياق حديثهما عن سبب نزول قول الله تعالى: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (١)!

ويبين الإمام جعفر رحمه الله مقام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثقته فيه ونيابته عنه، وإخلاص عثمان - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - والوفاء له والاتباع له، كما يبين إحدى الميزات التي امتاز بها عثمان دون غيره، وهي جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى يديه لعثمان، وبيعته بنفسه عنه، وذلك فيما رواه عن صلح الحديبية، حيث ينقل عنه الكليني قوله: «فقال [أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان - رضي الله عنه -]: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرح، فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم وكانت المناوشة، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وجلس عثمان في عسكر المشركين، وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان، وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بالصفا والمروة وأحَل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أطُفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله لم يطف به، ثم ذكر القصة وما كان فيها» (٢).

وغير ذلك الكثير (٣)، فهل يقال بعد ذلك أن هذه الأقوال وغيرها خرجت مخرج التقية؟! وليت شعري، ممَّ يتقي أئمة آل البيت الأطهار الأبطال الشجعان؟! - رضي الله عنهم - ورحمهم.

[بل أنتم الناصبة!]

عندما تقرأ في كتب الشيعة المعتبرة، فإنك تعجب من أهل البيت - رضي الله عنهم - على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة على خيانتهم لهم


(١) الكهف: ٥١
(٢) الكليني: الروضة من الكافي (٨/ ٣٢٥ - ٦)، رقم: ٥٠٣
(٣) للتوسع، انظر: العلاقة الحميمة بين الصحابة وآل البيت، لسليمان بن صالح الخراشي.

<<  <   >  >>