للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فتح القسطنطينية وتبعاته]

مضت أعوام كثيرة، و «بطل عمل السلاح بالإخفاق واليأس، وخمدت الحروب تقريبًا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة؛ اكتُسِحَت الأرض المسيحية في آسيا، في شمال الشام، ودخلت برمَّتها في حوزة الإسلام. وفي يوم الثلاثاء ٢٠ من جمادى الأولى سنة ٨٥٧هـ/٢٩ مايو سنة ١٤٥٣م، سقطت القسطنطينية عاصمة المسيحية، ودخلها محمد الفاتح [٨٣٥ - ٨٨٦هـ/١٤٣٢ - ١٤٨١م] بالتكبير والتهليل (١)، وارتفع الأذان في طرف أوروپاالشرقي. إذن، فقد وقعت الواقعة! واهتز العالم الأوروپي كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزي والخوف والرعب والغضب والحقد، ولكن قارَن ذلك إصرار مستميت على دفع هذا الخزي، وإماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، بحمية تأنف من الاستكانة لذل القهر الذي أحدثه محمد الفاتح ورجاله من المسلمين الظافرين» (٢).


(١) وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لتُفتَحَنَّ القسطنطينية فلنِعم الأمير أميرها ولنِعم الجيش ذلك الجيش» [المسند (٤/ ٣٣٥)]، وضعفه الألباني.
(٢) محمود شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص (٣٦ - ٧).

<<  <   >  >>