(٢) عبد الحسين شرف الدين العاملي: الموسوي، صاحب كتاب المراجعات، (١٢٩٠ - ١٣٧٧هـ/١٩٥٧م). وكتاب المراجعات هو من أهم كتبهم الحديثة، ويزعم كاتبه أن مراجعاته هي عبارة عن حوار جرى بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري رحمه الله [١٢٤٨ - ١٣٣٥هـ]. يقول صاحب (وجاء دور المجوس): «والتلفيق واضح في الكتاب؛ فلقد صور المؤلف شيخ الأزهر أمامه كتلميذ مؤدب أمام شيخ علامة بز بعلمه الأولين والآخرين .. فترى البشري يسأل والموسوي يجيب، ويسلم الأول للآخر بكل إجابة حتى نهاية الكتاب. والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم يصبح شيخ الأزهر شيعيًا بعد أن اقتنع بأصول وفروع المذهب؟! ومن مقدمته نلاحظ أن الله قد فضحه [أي المؤلف] فاعترف بأنه قد أضاف أمورًا أخرى إلى الحوار الذي دار بينهما، انظر إليه وهو يقول: "وأنا لا أدعي أن هذه الصحف تقتصر على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا ... غير أن المحاكمات في المسائل التي جرت بيننا موجودة بين هاتين الدفتين بحذافيرها مع زيادات اقتضتها الحال، ودعا إليها النصح والإرشاد، وربما جر إليها السياق على نحو لا يخل بما كان بيننا من الاتفاق"اهـ[المراجعات، ص (٧٧ - ٨)، مقدمة المؤلف] .. إذن هناك زيادات اقتضتها الحال، ولم يفصح الكاتب عن حجم هذه الزيادات، ولو كان الموسوي صادقًا لنشر في بداية كتابه صورًا لرسائل شيخ الأزهر تتضمن اعترافه بصحة أصول الشيعة لا سيما وقوم الموسوي يحرصون أشد الحرص على الجوانب الإعلامية والدعائية، كما أنهم يهتمون بنشر شهادات علماء السنة لمذهبهم إن كانت وفق ما يريدون ... وكتاب المراجعات جاء بعد وفاة شيخ الأزهر سليم البشري وبعد المناقشات المزعومة بخمسة وعشرين عامًا كما اعترف المؤلف في مقدمته، فلماذا لم ينشر كتابه خلال حياة البشري؟! ومما يجدر ذكره أن أحد إخواننا الذين يتابعون قضايا الرافضة سأل ابن سليم البشري عن حقيقة ما في المراجعات، فأجاب بأنه لا يعرف الموسوي، ولا يذكر أنه اتصل بأبيه أو أجرى معه حوارًا. والكتاب بعد ذلك مملوء بالدس والافتراء على أهل السنة والجماعة، وقد نسب الموسوي إليهم أقوالًا كثيرة هم بريئون منها. ترى أيقبل عالم جليل كالشيخ البشري أن ينسب رافضي مخرب مثل هذه الأقوال لأعلام الإسلام؟!» اهـ[عبد الله الغريب (محمد سرور بن نايف زين العابدين): وجاء دور المجوس، ص (١٣٧ - ٩) باختصار].