للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أقوالهم، فادَّعى محمد السيمري قبيل وفاته بشهور قليلة أنه وصلت رقعة إليه بتوقيع الإمام المهدي جاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السيمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمِع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية (١)، فلا ظهور إلا بعد إذن الله - عز وجل -، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» اهـ (٢).

[وعرفت هذه بالغيبة الكبرى ..]

يقول الخميني (٣): «مضى أكثر من ألف عام [أي على غيبة المهدي]، وقد تمر ألف عام أخرى قبل أن تقتضي المصلحة ظهور صاحب الأمر».

وما زالت الأعذار تتوالى إلى عامنا هذا، حتى تحجج مؤخرًا تلميذ الخميني، رئيس إيران محمود أحمدي نچاد، بكون الولايات المتحدة الأمريكية «تشكل أكبر حاجز أمام ظهور المهدي المنتظر»، وعلل أسباب غيبته بـ «إمكانية تكرار حادثة كربلاء وتعرض المهدي المنتظر لما واجهه الأنبياء، وبالتالي تصبح حياته عرضة للخطر»، على حد تعبيره (٤).

إلا أن ظهوره يظل من المسلمات التي لا مجال لمناقشتها، كما قال شيخهم (الصدوق) (٥): «من أنكر القائم - عليه السلام - في غيبته مثل إبليس في امتناعه من السجود لآدم كذلك رُوي عن الصادق جعفر بن محمد - عليه السلام -» اهـ.


(١) وفي بعض الروايات: «الغيبة التامة».
(٢) ابن بابويه القمي: إكمال الدين وإتمام النعمة (٢/ ٥١٦)، باب الدعاء في غيبة القائم - عليه السلام -.
(٣) الخميني: الحكومة الإسلامية، ص (٢٦).
(٤) قال ذلك في اجتماع جماهيري بمدينة برچيند في إقليم خراسان شمال شرق إيران في ٢٣/ ٢/٢٠١٠م، نقله عنه موقع (العربية. نت)، في ٢٤/ ٢/٢٠١٠م.
(٥) ابن بابويه القمي: إكمال الدين وإتمام النعمة (١/ ١٣).

<<  <   >  >>