للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل ويذكر ابن أبي الحديد أنه لما قُتل عثمان - رضي الله عنه - «خرج به ناس يسير من أهله، ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطًا من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه» (١).

وفي المقابل، انظر ما تذكره كتب الرافضة عن إجلال عمر - رضي الله عنه - وتقديره لآل البيت، فينقل الطوسي (٢) والمجلسي (٣) عن علي بن الحسين عن أبيه عليهم السلام قال: «قال عمر بن الخطاب: عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة»، وقد ذكر محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري، الفقيه الشافعي (٦١٥ - ٦٩٤هـ) (٤)، أنه لما مرض الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال عمر بن الخطاب للزبير بن العوام رضي الله عنهما: «هل لك في أن تعود الحسن بن علي رضي الله عنهما فإنه مريض؟ فكأن الزبير تلكأ عليه فقال له عمر: أما علمت أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة» (٥).

بل من إكرامه وتقديره لآل البيت - رضي الله عنهم - «أمر عمر الحسين بن علي - عليه السلام - أن يأتيه في بعض الحاجة، فلقي الحسين - عليه السلام - من عبد الله بن عمر فسأله من أين جاء، قال: استأذنت على أبي فلم يأذن لي، فرجع الحسين ولقيه عمر من الغد، فقال: ما منعك يا حسين أن تأتيني؟ قال: قد أتيتك ولكن أخبرني ابنك عبد الله أنه لم يؤذن له عليك فرجعت، فقال عمر: وأنت عندي مثله! وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم!» (٦).

[وماذا عن باقي الأئمة آل البيت رحمهم الله؟؟]

فهذا الإمام الحسن العسكري يذكر في تفسيره قول رب العزة - جل جلاله


(١) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة (٢/ ١٥٨).
(٢) أبو جعفر الطوسي: الأمالي، ص (٣٣٦)، أحاديث المجلس الثاني عشر.
(٣) المجلسي: بحار الأنوار (٤٠/ ١٢١).
(٤) انظر، خير الدين الزركلي (١٨٩٣ - ١٩٧٦م): الأعلام (١/ ١٥٩).
(٥) محب الدين الطبري: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، ص (١٥)، باب ذكر افتراض عيادتهم إذا مرضوا.
(٦) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة (١٢/ ٦٥ - ٦).

<<  <   >  >>