للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد الفرقة»، وقال (١): «فلما استقرت الخلافة لمعاوية كان الحسين يتردد إليه مع أخيه الحسن فيكرمهما معاوية إكرامًا زائدًا ويقول لهما: مرحبًا وأهلًا، ويعطيهما عطاء جزيلًا».

وقد ذكر رحمه الله أنه «لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس في الفضل والفقه والعلم. وفي رواية أنها قالت له: بالأمس تقاتلنه واليوم تبكينه؟» اهـ (٢).

[مناقب أمير المؤمنين معاوية - رضي الله عنه -]

وهذا يدفعنا أن نذكر على عجالة بعض مناقب أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وعن أبيه، ليتبين لنا ما يفعله المبطلون من تشويه للحقائق وقلب للأمور رأسًا على عقب:

قال ابن كثير رحمه الله: «قال ابن عساكر: وأصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي جمرة عن ابن عباس، أنه كان كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه، وبعده حديث العرباض: "علِّم معاوية الكتاب"، وبعده حديث ابن أبي عميرة: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا"، قلت: وقد قال البخاري في كتاب المناقب: ذكر معاوية بن أبي سفيان: حدثنا ابن مريم ثنا نافع بن عمر ثنا ابن أبي مليكة: قال: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ ما أوتر إلا بواحدة، قال: أصاب، إنه فقيه (٣)، وسُئِل عبد الله بن المبارك: أيهما أفضل، معاوية أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز، وقال أيضًا: ماذا أقول في رجل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد، وسُئِل المعافى بن عمران: أيهما أفضل، معاوية أم عمر بن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلًا من الصحابة مثل رجل من التابعين، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحيه (٤).


(١) السابق (٨/ ١٥٠ - ١) باختصار.
(٢) السابق (٨/ ١٣٠).
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية (٨/ ١٢٢ - ٣).
(٤) السابق (٨/ ١٣٠).

<<  <   >  >>