للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- - {شبهات وردودها (١)} - -

«قال لي شيخ الإسلام - رضي الله عنه -: "لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليه صار مقرًا للشبهات" - أو كما قال -، فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل» [ابن القيم] (٢)

[الشبهة الأولى: حديث الغدير]

يعتبر حديث الغدير من أقوى الأدلة عند الشيعة للاستدلال على أحقية علي - رضي الله عنه - بالإمامة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى ألَّف فيه عبد الحسين أحمد الأميني النجفي كتابًا من أحد عشر مجلدًا، وهو كتاب الغدير. وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أنه قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا خطيبًا بماء يُدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم


(١) مستفاد من: حقبة من التاريخ، لعثمان الخميس، ص (١٦٣ - ٢٢٣) بتصرف كبير.
(٢) ابن قيم الجوزية: مفتاح دار السعادة (١/ ١٧٦).

<<  <   >  >>