للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أجل وقفها عندما كان لدينا الفرصة؟ إذن لنجري التحقيقات بكل وسيلة، ولكن فات الأوان» اهـ.

فهل يقال بعد هذا إن هذه الطائفية هي ميراث تاريخي قد اندثر ولم يعد له وجود إلا في بطون بعض الكتب الصفراء؟! (١).

...

[عقيدة الرجعة]

كان مما تسرب إلى الشيعة الإمامية عن طريق عقائد (الهندوسية/البرهمية) (٢) واليهودية كذلك فيما يتصل بالقول بالتناسخ، القول بالرجعة، مع الفارق أن الرجعة تعود إلى الجسم، أي أن الشخص نفسه جسمًا وروحًا يعود للحياة بعد الموت (٣).

ويحاول الرافضة - كالعادة - التبرؤ من تهمة القول بالتناسخ، حتى عقد إمامهم المجلسي في المجلد الرابع من بحاره بابًا بعنوان: (إبطال التناسخ)، ولكن شيخهم حسن الحائري الإحقاقي (١٣١٨ - ١٤٢١هـ) قد أحبط هذه المحاولات بقوله في كتابه (الدين بين السائل والمجيب) ما نصه (٤): «... وأما إذا كانت النفس اللاهوتية، فهي التي تنتقل من معصوم إلى معصوم، بعد وفاة كل منهم، وهي الملك المسدد الذي جاء في أخبارنا.


(١) لطيفة: روى ابن الجوزي عن إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة رحمه الله (٨٠ - ١٥٠هـ) قال: «كان لنا جار طحان رافضي وكان له بغلان يسمي أحدهما أبا بكر والآخر عمر فرمحه ذات ليلة أحدهما فقتله، فأخبر أبا حنيفة فقال: البغل الذى رمحه الذى سماه عمر، فنظروا فكان كذلك» اهـ. [ابن الجوزي: مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ص (١٨٢)].
(٢) وأطلق عليها البرهمية ابتداءً من القرن الثامن ق. م. نسبة إلى براهما الإله الخالق أو القوة العظيمة السحرية الكامنة التي تطلب كثيرًا من العبادات كقراءة الأدعية وإنشاد الأناشيد وتقديم القرابين، ومن براهما اشتقت الكلمة (البراهمة) لتكون عَلَمًا على رجال الدين الذين كان يعتقد أنهم يتصلون في طبائعهم بالعنصر الإلهي، وهم لهذا كانوا كهنة الأمة، لا تجوز الذبائح إلا في حضرتهم وعلى أيديهم. [انظر، د. أحمد شلبي: مقارنة الأديان/أديان الهند الكبرى، ص (٣٩)].
(٣) د. مصطفى حلمي: الإسلام والأديان، ص (٩٤) بتصرف.
(٤) ميرزا حسن الحائري: الدين بين السائل والمجيب (٢/ ٧٦)، سؤال رقم: ٢٥٦

<<  <   >  >>