للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاخاماتهم منافقة الأغيار دفعًا للأذى، وقالوا: «إن النفاق جائز، وإن الإنسان (أي اليهودي) يمكنه أن يكون مؤدبًا مع الكافر ويدعي محبته كاذبًا إذا خاف وصول الأذى منه إليه» (١).

يقول شاحاك (٢): «فإن الأطباء اليهود قد أمروا أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل علاج الحكام وأصحاب السلطة، وقد يفسر هذا جزئيًا، لماذا كان يوظف الملوك والنبلاء والباباوات، والمطارنة الأطباء اليهود، وليس فقط الأطباء بل جامعي الضرائب والقروض من اليهود، أو في أوروپاالشرقية اعتُمد على وكلاء أصحاب المزارع في بذل قصارى جهدهم من أجل صالح الملك أو البارون، بطريقة لم يكن متاحًا دائمًا أن يقوم بها المسيحي» اهـ.

...

[الجيتو اليهودي]

من الواضح أن سيطرة العقيدة المشَّيحانية على العقلية اليهودية والموقف العنصري تجاه الأغيار كانا من أهم العوامل التي أقامت سياجًا منيعًا في النفسية اليهودية حال بينها وبين غيرها، ترجم إلى واقع مادي في صورة ما عرف باسم (الجيتو) ..

والجيتو هو «الحي المقصور على إحدى الأقليات الدينية أو القومية. ولكن التسمية أصبحت مرتبطة أساسًا بأحياء اليهود في أوروپا. وللكلمة معنيان: عام وخاص. يعني الجيتو بالمعنى العام أي مكان يعيش فيه فقراء اليهود دون قسر من جانب الدولة، أو حي اليهود بشكل عام. ويعود تاريخ هذه الجيتوات إلى الإمپراطورية اليونانية والرومانية. أما الجيتو بالمعنى الخاص الذي أصبح شائعًا، فيعني المكان الذي يُفرَض على اليهود أن يعيشوا فيه، وقد استُخدمت الكلمة بهذا المعنى للإشارة إلى جيتو البندقية (عام


(١) انظر، د. يوسف نصر الله: الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص (٧٧).
(٢) إسرائيل شاحاك: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا، ص (٨٩) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>