للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن أرواحكم مصدرها روح الله، وأما باقي الأمم فليست كذلك، لأن أرواحهم مصدرها الروح النجسة» اهـ (١).

ولذلك، فإن اليهود يسرفون في التعالي والقطيعة بينهم وبين غيرهم إلى درجة فوق الجنون. فهم يعتقدون أن خيرات الأرض والعالم أجمع منحة لهم وحدهم من الله، وأن غيرهم من الأمميين وكل ما في أيديهم ملك لليهود، ومن حق اليهود بل واجبهم المقدس معاملة الأمميين كالبهائم، وأن الآداب التي يتمسك بها اليهود لا يجوز أن يلتزموها إلا في معاملة بعضهم بعضًا، ولكن لا يجوز لهم، بل يجب عليهم وجوبًا إهدارها مع الأمميين، فلهم أن يسرقوهم ويغشوهم ويكذبوا عليهم ويخدعوهم ويغتصبوا أموالهم ويهتكوا أعراضهم ويقتلوهم إذا أمنوا اكتشاف جرائمهم، ويرتكبوا في معاملتهم كل الموبقات، والله - في اعتقادهم - لا يعاقبهم على هذه الجرائم، بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها ولا يرضى منهم إلا بها، ولا يعفيهم منها إلا مضطرين، قال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَامَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَامَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٢).

يقول إسرائيل شاحاك (٣): «تحكمت التعاليم الدينية في تفاصيل السلوك اليومي في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والخاصة بين اليهود أنفسهم تمامًا كما تحكمت في علاقتهم بغير اليهود. وبهذا فإنه بالمعنى الحرفي للكلمة، لم يكن اليهودي قادرًا في ذلك الوقت على أن يشرب حتى ولو كوب ماء في منزل غير يهودي. ونفس التعاليم السلوكية تجاه غير اليهود طبقت تمامًا من اليمن حتى نيويورك».

ولكن نظرًا لكون اليهود في غالب الأحيان في موقف ضعف ومهانة، أباح لهم


(١) للتوسع، انظر، د. يوسف نصر الله: الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص (٧٣ - ٧).
(٢) آل عمران: ٧٥، محمد خليفة التونسي: الخطر اليهودي، ص (٦٥ - ٦). وأدلتهم في هذا الباب كثيرة جدًا، للتوسع يمكنك الاطلاع على: الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص (٧٣ - ١٠٧)، أو فضح التلمود، ص (١١١ - ٤٨)، أو كتابات إسرائيل شاحاك وغيرها الكثير.
(٣) إسرائيل شاحاك: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا، ص (٣٥).

<<  <   >  >>