للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له»، وختم البيان بقوله: «وأما ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، فأنا مصرّ عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خُنَّا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا. وتحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهددها نتيجة هذا التهور، وهو حماية لها من الفتنة التي يُخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس. والعاقل من يتفادى الشر قبل وقوعه. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل» اهـ.

وفي حوار لاحق مع الجريدة نفسها قال (١): «فلوا استمروا في ممارستهم [أي اختراق الدول السنية] ولم يتراجعوا عنها بوضوح، سأعلن التوقف عن مشاركتي في التقريب بين المذاهب، لأنه في هذه الحالة سيكون لا معنى له .. فأنا أرى أن التقريب الآن على المحك» اهـ.

...

[دافعي لبحث مسألة التشيع]

حقيقة، فإن مما كان له أبلغ الأثر في دفعي لبحث (المسألة الشيعية) هو قول قرأته للدكتور محمد إسماعيل المقدم، حيث قال (٢): «إن مقولة: إن الشيعة الإمامية مذهب فقهي خامس، أحد الشعارات الكاذبة المضلة التي تفتن الناس عن دينهم، وتسهل الطريق للغزو الرافضي الفكري، وهي أحد الأفكار (الملغَّمة) التي تهدف إلى نسف منهج النبوة، وتدمير ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم -، كي يُبنى على أنقاضها أساطير الرافضة وخرافاتهم، من وراء ستار التقريب الذي هو عين التخريب لعقائد المسلمين، فالتقريب في اصطلاحهم له معنى واحد لا ثاني له: ألا وهو: تقريب أهل السنة إلى عقيدة الشيعة، وإذابتهم فيهم، فهو وسيلة إلى (تصدير) دين الرافضة ليس إلا. وقائل هذه العبارة محل


(١) نشرته في عدد الأحد ١٢/ ١٠/٢٠٠٨م، ص (١١).
(٢) في حوار مع مجلة (الهجرة) الإسلامية الأمريكية الصادرة في ولاية فلوريدا، وذلك عام ١٤١٤هـ/١٩٩٣م، وذكره كذلك في تقديمه لكتاب (حقبة من التاريخ)، للدكتور عثمان الخميس، ص (٨ - ١٠)، ونقلناه باختصار وتصرف يسير.

<<  <   >  >>