للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام، وحتى في أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحدًا ممن تقدم الإمام بالخلافة ... يضاف لذلك أنه حتى في الفترة الثانية - أي في عهود الأمويين - كان معظم الشيعة يتورعون عن شتم أحد من الصحابة أو التابعين».

ويقول الدهلوي (١): «ولما ظهرت [أي السبئية]، ما ارتضى الشيعة المخلصون بلقب (الشيعة)، فتركوه تحرزًا عن الالتباس، وكراهة للاشتراك الأسمى مع أولئك الأرجاس، ولقبوا أنفسهم بأهل السنة والجماعة. فما وقع في بعض الكتب من أن فلانًا كان من الشيعة مثلًا لا ينافي ما وقع في غيرها من أنه من رؤساء أهل السنة والجماعة، حيث إن المراد بالشيعة هناك الشيعة الأولى، وكان أهل السنة منهم، وكيف لا وهم يرون فرضية حب أهل البيت؟!» اهـ.

...

[تبرؤ شيعي]

طالما كانت هناك محاولات من قبل كُتَّاب الرافضة للتبرؤ من عبد الله بن سبأ بزعم أنه شخصية وهمية لا وجود لها اخترعها أهل السنة للتشنيع على الشيعة، وتابعهم في القول بنفي وجوده عدد من كُتَّاب أهل السنة الذين يجهلون ما يرمي إليه الرافضة من إنكارهم لهذه الشخصية. وعبد الله بن سبأ هو أحد الأسباب التي ينقم من أجلها أغلب الشيعة على أهل السنة. ولا شك أن الذين تحدثوا عن ابن سبأ من أهل السنة لا يحصون كثرة ولكن لا يعول الشيعة عليهم لأجل الخلاف معهم.

ولكن نقول لهم: أثبت كثير من مؤرخي الشيعة ومحدثيهم هذه الشخصية في كتبهم في القديم وفي الحديث أيضًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

- روى المجلسي (١٠٣٧ - ١١١١هـ) (٢): «... وانصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهلهم وأخبروهم بما كان وبما جرى، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير


(١) محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (٧).
(٢) محمد باقر المجلسي: بحار الأنوار (٤١/ ٢١٤).

<<  <   >  >>