(٢) النساء: ١ (٣) الأحزاب: ٧٠ - ٧١ (٤) الحديث رواه مسلم (٢٠٤ - ٢٦١هـ)، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: ٢٨٦٥، من حديث العِياض بن حِمار المُجاشِعي - رضي الله عنه -. وقال النووي رحمه الله (٦٣١ - ٦٧٦هـ) في شرحه: «والمراد ببقايا أهل الكتاب الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير تبديل» [شرح النووي على صحيح مسلم (١٧/ ١٩٨)]. وللمهندس فاضل سليمان رسالة ماچيستير كبيرة النفع، يكشف فيها زيف ادعاء المؤرخين الذين روجوا لهذه البقايا من أهل الكتاب على أنهم (هراطقة آريوسيين)، وهم في حقيقة الأمر طائفة من النصارى الموحدين، يُنسبون لآريوس Arius كاهن كنيسة بوكلى بالإسكندرية (٢٥٦ - ٣٣٦م). وفي بحثه القيم ينقل عن الباحث اللاهوتي الإنجليزي موريس وايلز (١٩٢٩ - ٢٠٠٥م) قوله العجيب: «عزل الآريوسيين للعيش في مجتمعات منفصلة ومهمشة، ويكشف (الكاتب) عن خصائص عقلية هؤلاء المرحَّلين للعيش في جيتو Ghetto ويواسون أنفسهم على سوء حظهم الاجتماعي بالنظر إلى أنفسهم على أنهم بقايا المؤمنين في عالم مادي» [انظر، فاضل سليمان: أقباط مسلمون قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -، ص (٩٣)، نقلًا عن: الهرطقات المتعلقة بالنماذج الأصلية (أو التوراتية)، الآريوسية عبر العصور، لموريس وايلز، ص (٤٠). Maurice Wiles: Archetypal Heresy, Arianism Through the Centuries]، و (الكاتب) الذي يقصده وايلز هو أحد الآريوسيين الذين عاشوا في مطلع القرن الخامس الميلادي، وكتابه هو شرح لإنجيل متَّى يعرف باسم Opus Imperfectum [انظر: وايلز، ص (٣٨)] .. وقد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله (٢٣٩ - ٣٢١هـ) في عرض حديثه عن الآريوسيين: «وجاز بذلك أن تكون هذه الفرقة التي ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عياض بن حمار» اهـ[الطحاوي: شرح مشكل الآثار (٥/ ٢٣٢)].