ولكنه بعيد آجل، ولا بد من الوصول إليه عبر مراحل في الزمان والمكان. غير أن هناك مفهومين سائدين ومختلفين في الوسيلة التي يمكن من خلالها الوصول إلى تنفيذ الهدف، وأحد هذين المفهومين يتبناه (الصقور) وتمثلهم (كتلة الليكود) التي تضم بعض الأحزاب اليمينية والدينية، والآخر يتبناه (الحمائم) ويمثلهم (حزب العمل) الذي يضم يساريين وليبراليين. وبأدنى قدر من الفهم يستطيع المراقب لسياسات الاتجاهين أن يدرك أنهما يتبادلان الأدوار على حسب ما تقتضيه المرحلة في كل ظرف. لكن الحزبين في النهاية يعملان لأهداف مشتركة وإن اختلفت الوسائل».
ثم يقول (١): «إن الفارق بين المفهومين في نهاية المطاف هو بين زعامة أكولة عجولة نهمة تريد أن تأكل العرب بيديها وأسنانها وأرجلها أيضًا، وبين زعامة تتعالى في كبرياء أنِفَة فلا تحب أن تأكل العرب إلا بالشوكة والسكين!» اهـ.
...
[زواج مصالح ... ولكن!]
كما رأينا كيف فُسِّرت حرب فلسطين عام ١٩٤٨م بأنها المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات دالة على تحقيق الإرادة الإلهية بقدوم المسيح، وكان المؤشر الثاني احتلال القدس في عام ١٩٦٧م. وبقي مؤشر ثالث منتظر، وهو تدمير المسجد الأقصى لبناء الهيكل على أنقاضه وإقامة ملك داود ..
ولقد اتفق الصهاينة من اليهود والنصارى على صحة هذه المؤشرات الثلاثة، ولكن بقيت قضية أصلية لم تحسم بعد! وهي هوية المسيح المنتظر؛ فاليهود تقول: إنه المسيح (ابن داود) الذي لم يُبعث بعد، في حين أن النصارى تقول: إنه المسيح بن مريم - عليه السلام -، والذي حينما يأتي ستؤمن له الصفوة اليهودية التقية، ثم بعدها سيبيد كل من لا يؤمن بالنصرانية، هذا باختصار. وكلا الفريقين يغض طرفه عن هذه المعضلة (المستحيل) حلها، ويتعامل مع الآخر بسذاجة ومكر أبله!؛ «ففرح النصارى باليهود ورعايتهم لهم هو أشبه بفرح علماء المختبرات بالعثور على الفئران أو الضفادع أو الحيات النادرة التي لا