للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمكن إنجاح التجارب إلا بها، وهذه المخلوقات على وضاعتها وحقارتها، وخطورتها تلقى كل الرعاية والحرص، لا حبًا فيها ولكن، لأن الاختبارات لن تُجاز إلا بها! فالمسيح لن يأتي إلا بعد خروج الدجال، والدجال لن يأتي إلا بعد عودة اليهود إلى القدس وهدمهم للأقصى وبنائهم للهيكل وذبحهم للبقرة ... إلخ» (١)، ذلك في حين أن «اليهود يستثمرون عقيدة النصارى بخبث ودهاء، وينظرون إليهم على أنهم (بلهاء) إذ يقتنعون بالتعاون حاليًا معهم على هدم المسجد الأقصى، وإعادة بناء الهيكل، باعتباره القدر المتفق عليه بينهما، في حين يُؤَجَّل حسم نقاط الخلاف بينهما إلى ما بعد مجيء المسيح المنتظر» (٢).

والعجيب أنهم يسعون في الأمر وكأنهم يريدون أن يتحكموا فى صناعة الأقدار واستخراجها عنوة من مكنون الغيب ومستور القضاء إلى عالم الشهادة، ولو أحسنوا التفريق بين الأمور (الكونية القدرية) والأمور (الشرعية الإرادية) لأدركوا أن الأمور الكونية القدرية واقعة لا محالة، وأنها لا تُستدعى قهرًا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة (٣).

وتأمل معي ما صرَّح به السفاح أرييل شارون في مقابلة له، حيث قال: «حينما يأتي المُخَلِّص سنطرح عليه السؤال؛ سنسأله إن كانت هذه رحلته الأولى إلى الأرض المقدسة، أم أنه سبق وزار البلاد. في الأثناء، ليس لمصلحتنا رفض الأصدقاء الوحيدين والحلفاء المخلصين لنا، خصوصًا وأن لدينا عدوًا مشتركًا: الإسلام» (٤).

وفي المقابل يقول أحد الإنجيليين: «في الوقت الحاضر نحتاج إلى جميع الأصدقاء لدعم إسرائيل، فإذا جاء المسيح، يومذاك نفكر بالأمر. أما الآن فلنمجد الرب ولنرسل الذخيرة إلى إسرائيل» (٥).

وبحسب ديفيد هاريس David A. Harris، المدير التنفيذي للجنة الأمريكية


(١) السابق، ص (٢٢٩).
(٢) د. محمد إسماعيل المقدم: خدعة هرمجدون، ص (٢٠، ٢٩) باختصار.
(٣) السابق، ص (٢٥) بتصرف.
(٤) انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (٣٦).
(٥) انظر، جريس هالسل: يد الله، ص (٩٢).

<<  <   >  >>