للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرثوذكسي وآخر حسيدي صوفي وثالث صهيوني ديني أو إثني أو إصلاحي أو ملحد ... إلخ، فمن زاوية حديثنا هنا نقول: إنه لا مشاحة في الاصطلاح، وليس بعد الكفر ذنب، وطالما أن المرء ارتضى لنفسه الانتساب إلى اليهودية، تحت أي فلسفة أو أيديولوچية كانت، فهو يهودي شمله كتاب الله تعالى بالذكر، ونعامله كما أمر ربنا جل وعلا، كلٌ حسب حاله، والقاعدة العامة عندنا هي قول الله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاء} (١). وعليه، وخطابنا هنا على المستوى العام، فإن ما يثار اليوم من القول بأن عداءنا مع الصهاينة لا مع اليهود هو كلام ديپلوماسي أجوف، وتقييد لما أطلقه الله تعالى في قوله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} (٢)؛ ذلك أن الخلاف بين التيار اليهودي الصهيوني والآخر المناهض له (المتقلِّص) هو خلاف أيديولوچي مرحلي، وكفانا أنه حينما ينطق الحجر والشجر في آخر الزمان فلن يقول: «يا مسلم، يا عبد الله، هذا صهيوني خلفي فتعال فاقتله»! وراجع ما أخرجه مسلم وغيره إن شئت، والله أعلم.

...

[پروتوكولات حكماء صهيون]

بقي لنا أن نتحدث عن حقيقة الوثيقة المعروفة باسم (پروتوكولات حكماء صهيون)، والتي كثر حولها اللغط بين مشكك في صدق نسبتها إلى اليهود، وبين مثبت لذلك ..

يقول سرچي نيلوس Sergei Nilus (١٨٦٢ - ١٩٢٩ م)، وهو أول ناشر للپروتوكولات كاملة باللغة الروسية (٣): «لقد تسلمت من صديق شخصي [يقصد ألكسيس نيكولايفيتش Alexis Nicholaeivich كبير جماعة أعيان روسيا الشرقية القيصرية]- وهو الآن ميت - مخطوطًا يصف بدقة ووضوح عجيبين خطة وتطور مؤامرة


(١) آل عمران: ١١٣
(٢) المائدة: ٨٢
(٣) قاله في كتابه المترجم تحت عنوان: الخطر اليهودي، پروتوكولات حكماء صهيون، انظر ص (١٢٧).

<<  <   >  >>