للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند أهل الحق كفرًا يخرج به من الملة إلا إذا استحله» اهـ.

وختامًا: اعلم - عَلَّمَنِي الله وإياك - أن الخوض في هذه المسألة مشروط بالآتي: إخلاص في النية، وصفاء في العقيدة، وسلامة في الفهم، ودقة في النقل، بيانًا للحق بأسانيده، وإبطالًا للباطل، وذبًا عن أعراض الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين، ودفعًا للشبهات التي شاعت بين الناس، وتلطخت بها مناهج التعليم، واستغلها أعداء الإسلام للطعن في أصول الدين. أما الخوض فيها بلا داعي مثلما يفعله بعض الدعاة من تخصيص مجالس لعوام الناس للخوض فيما شجر بين الصحابة فهو مخالف لهدي السلف، والله المستعان.

...

[عودة إلى البدء: استمالة السبئية لشيعة علي - رضي الله عنه -]

شيعة الرجل كما يقول الزبيدي (١): «أتباعه وأنصاره، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة وكل من عاون إنسانًا وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة» اهـ.

وقد شاع استعمال الكلمة عند اختلاف معاوية مع علي بعد مقتل عثمان - رضي الله عنهم -، فكان يقال عن أنصار علي - رضي الله عنه - إنهم شيعته، كما كان الحال مع أنصار معاوية - رضي الله عنه -. ثم اختص بهذه اللفظة كل من يوالي عليًا وأولاده ويعتقد الاعتقادات المخصوصة والمستقاة من دسائس عبد الله بن سبأ اليهودي وغيره من الذين أرادوا هدم عمارة الإسلام وكيانه وتشويه عقائده وتعليماته، كما قال ابن الأثير (٢): «وأصل الشيعة الفرقة من الناس وتقع على الواحد والاثنين والجمع والذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليًا - رضي الله عنه - وأهل بيته حتى صار لهم اسمًا خاصًا» اهـ.

لقد كان الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما فرصة ذهبية لكل حاقد متربص للإسلام؛ فبعد


(١) الزبيدي: تاج العروس (١١/ ٢٥٧)، مادة: (ش ي ع).
(٢) ابن الأثير: النهاية، ص (٥٠٠).

<<  <   >  >>