للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخليفة الراشد، وحتى الأب الرئيس والابن الوريث، أسوأ عشرة شخصيات في الإسلام)!! نشرته جريدة (الغد) المصرية في ملحق خاص مجاني مكون من ثماني صفحات (١)، واستند الكاتب في تحريره إلى ركام من الكذب والأغاليط التي شحنت بها الكتب والأسفار دون أي تمحيص أو تدقيق منه، ولكن وفق المنهج الانتقائي المعهود بمن هم على شاكلته.

لذا رأيت أن نتوقف قليلًا لتأصيل أربع مسائل، وذلك معذرةً إلى ربي، ودفاعًا عن أُمِّي وصحابة رسولي - صلى الله عليه وسلم -، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

[وهذه المسائل الأربعة هي]

- أولًا: تدوين التاريخ.

- ثانيًا: عدالة الصحابة.

- ثالثًا: حقيقة الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما.

- رابعًا: موقف أهل السنة والجماعة من الفتنة.

أولًا: تدوين التاريخ:

إن الأمر الذي لا بد أن يعيه الباحثون في التاريخ الإسلامي أن الحقائق التاريخية الناصعة فيه ينبغي استخراجها من الأنقاض، أنقاض الأوهام والمفتريات وأنقاض الأهواء والبدع والعصبيات والمذهبيات وما يتعلق بها، مما افتراه المفترون ووضعه الوضاعون من بين رواة الأخبار. وإذا أخذنا الحديث النبوي وما لحقه من وضع وتحريف، فإن الذين تورطوا في ذلك ليسوا قِلَّة حتى احتاجوا من جهابذة العلماء إلى تصانيف خاصة بهم كالمجروحين والمتروكين والضعفاء.

على أن غالبية النصوص والروايات التاريخية إنما دونت بعد نشأة الفرق المتمذهبة، وظهور أصحاب الأهواء والبدع والزنادقة. ومعلوم أن من أسباب الكذب حرص أصحاب البدع والأهواء على دعوة الناس إلى بدعهم، ودعوة الفرق ذات الآراء السياسية إلى آرائها.


(١) وذلك في عددها رقم (٨١) الصادر يوم الأربعاء ١١ رمضان ١٤٢٧هـ/٤ أكتوبر ٢٠٠٦م.

<<  <   >  >>