للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عقيدة الرافضة في القرآن]

ذهب أئمة الرفض في كتبهم إلى القول بأن (القرآن الكريم ليس بحجة، ولا يكون حجة إلا بقيِّم)، والله تعالى يقول لمن أراد آية تدل على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (١).

ولقد رووا في ذلك روايات:

فروى الكليني ما نصه «أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيِّم ... وأن عليًا - عليه السلام - كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله» (٢)، والمراد بالقيم هنا هو كما قال الشارح أنه «من يقوم بأمر القرآن ويعرف ظاهره وباطنه ومجمله ومؤوله ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه بوحي إلهي أو بإلهام رباني أو بتعليم نبوي» اهـ (٣).

ومعنى هذا «أن قول الإمام هو أفصح من كلام الرحمن، ويظهر من هذا أنهم يرون أن الحجة في قول الإمام لأنه أقدر على البيان من القرآن، ولهذا سموه بالقرآن الصامت وسموا الإمام بالقرآن الناطق» (٤).

ولقد رووا عن علي - رضي الله عنه - قوله: «ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق لكم، أخبركم عنه» (٥)، ورووا: «علي تفسير كتاب الله - عز وجل - والداعي إليه» (٦)، ولا يخفى قولهم المشهور المكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (٧)، وغير ذلك الكثير ..


(١) العنكبوت: ٥١
(٢) الكليني: الأصول من الكافي (١/ ١٦٩).
(٣) السابق، الهامش.
(٤) د. ناصر القفاري: أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية (١/ ١٢٨).
(٥) الكليني: الأصول من الكافي (١/ ٦١).
(٦) المجلسي: بحار الأنوار (٣٧/ ٢٠٩).
(٧) السابق (٤٠/ ٢٠١)، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وحديث "أنا مدينة العلم وعلي بابها" أضعف وأوهى ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة، والكذب يعرف من نفس متنه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مدينة العلم ولم يكن لها إلا باب واحد ولم يبلغ عنه العلم إلا واحد فسد أمر الإسلام، ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحدًا بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب» اهـ[ابن تيمية: منهاج السنة (٧/ ٥١٥)].

<<  <   >  >>