للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أساسهم ... وقال أصحاب التواريخ إن دعوة الباطنية ظهرت أولًا في زمان المأمون وانتشرت في زمان المعتصم ... وقالوا إن الذين أسسوا دعوة الباطنية جماعة منهم ميمون بن ديصان المعروف بالقداح، وادعى أنه من نسل عقيل بن أبي طالب تارة، وأنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق تارة أخرى. ثم ظهر في دعوته إلى دين الباطنية رجل يقال له حمدان قرمط، وإليه تنسب القرامطة (١) .. ثم لما تمادت الأيام بهم ظهر المعروف منهم بسعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون بن ديصان القداح فغير اسم نفسه ونسبه وقال لأتباعه أنا عبيد الله بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ثم ظهرت فتنته بالمغرب، وأولاده - أي الفاطميون - مستولون على أعمال مصر».

وقال ابن القيم (٢): «وكان هؤلاء زنادقة، يتسترون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض. وينتسبون إلى أهل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو وأهل بيته برآء منهم نسبًا ودينًا، وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان، ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران، لا يحرمون حرامًا، ولا يحلون حلالًا، وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا» اهـ.

قال عبد القاهر البغدادي (٣): «وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمال والقطر» اهـ.

...

[مع الاثني عشرية]

بعد أن استعرضنا المراحل المهمة التي مر بها تاريخ التشيع، نتوقف للتعريف بإحدى هذه الفرق الباطنية والتي خرجت من رحم التشيع للحسين بن علي رضي الله عنهما، وهي فرقة الرافضة الاثنا عشرية. وهذا التخصيص واقعي نظرًا لكون هذه الفرقة هي الواجهة البارزة


(١) ومن أبشع جرائم القرامطة ما فعلوه في عام ٣١٧هـ عندما وصلوا مكة يوم التروية، فقتلوا الحجاج في المسجد الحرام، واقتلعوا الحجر الأسود الذي بقيَ بحوزتهم حتى عام ٣٣٥هـ.
(٢) ابن قيم الجوزية: إغاثة اللهفان (٢/ ٢٦٣).
(٣) عبد القاهر البغدادي: الفرق بين الفِرَق، ص (٢٦٦).

<<  <   >  >>