صاحب الزمان وأنه صاحب السرداب بسامراء وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا فوددنا ذلك والله، وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة، ومن أحالك على غائب لم ينصفك، فكيف بمن أحال على مستحيل، والإنصاف عزيز، فنعوذ بالله من الجهل والهوى، فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة - رضي الله عنه - نحبه أشد الحب ولا ندعي عصمته، ولا عصمة أبي بكر الصديق، وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيدا شباب أهل الجنة، لو استخلفا لكانا أهلًا لذلك، وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة وله نظراء، وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية، وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة، وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور، وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون وله نظراء في الشرف والفضل، وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس، صيره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين، وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه، وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل، وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى» اهـ.
قلت: والمتتبع يجد غير ذلك الكثير (١).
يا آل بيت رسول الله حُبكُم ... فرضٌ من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ... من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له
[ثناء آل البيت على الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين]
وكما زخرت كتب أهل السنة بالثناء والترضي على آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، زخرت كذلك كتب الرافضة بالنصوص الدالة على دفء العلاقة بين الصحابة وآل البيت، بل وثناء آل البيت عليهم - رضي الله عنهم - أجمعين، بحال لا يستطيع الرافضة له دفعًا ..
فمن ذلك، ثناء علي بن أبي طالب على الصحابة - رضي الله عنهم - جملة بقوله: «لقد رأيت
(١) للتوسع، انظر: سيرة آل بيت النبي الأطهار، لمجدي فتحي السيد، وانظر كذلك: رحماء بينهم، لصالح بن عبد الله الدرويش.