للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجوس إلى اليهودية، واستمرت آثار هذا (التراكم الچيولوچي) في مختلف حقب التاريخ.

[القذيفة الأولى]

أطلقها ابن السوداء عبد الله بن سبأ، وهو يهودي يمني، قيل صنعاني، وقيل حِمْيَري، وقيل غير ذلك (١) .. وكان ابن السوداء - سوَّد الله وجهه - حاقدًا على الإسلام وأهله، وقد أزعجه انتشار دعوته وقوة شوكته، فأراد به كيدًا، فلم يجد أقوى من نهج سلفه شاءول الذي هدم به دين النصارى (٢)، فأظهر الإسلام في عهد عثمان - رضي الله عنه -، وبدأ ينخر كالسوس في العود، «وخلاصة ما جاء به أن أتى بمقدمات صادقة وبنى عليها مبادئ فاسدة راجت لدى السذج والغلاة وأصحاب الأهواء من الناس. وقد سلك في ذلك مسالك ملتوية لبَّس فيها على من حوله حتى اجتمعوا عليه» (٣).

فطرق باب القرآن يتأوله على زعمه الفاسد حيث ادَّعى رجعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمدًا يرجع، وقال الله - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (٤)، فمحمد أحق بالرجوع من عيسى» (٥).

كما سلك طريق القياس الفاسد في ادعاء إثبات الوصية لعلي - رضي الله عنه - بقوله: «إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد»، ثم قال: «محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء» (٦)، وذكر جماعة من أهل العلم أنه كان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون ما قاله في الإسلام في علي بن أبي طالب.


(١) للتوسع، انظر، د. سليمان بن حمد العودة: عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام، ص (٣٨) وما بعدها.
(٢) راجع المسألة في الباب الأول، فصل: الصهيونية رؤية مغايرة، الهامش.
(٣) د. محمد أمحزون: تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة، ص (٢٤٢ - ٣).
(٤) القصص: ٨٥
(٥) تاريخ الطبري (٤/ ٣٤٠).
(٦) السابق.

<<  <   >  >>