للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي» (١). فيقول الرافضة أن هذا دليل على أن عليًا - رضي الله عنه - هو الخليفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا الاستدلال باطل، بدليل:

- أن هارون - عليه السلام - لم يخلف موسى - عليه السلام -، بل المشهور أن هارون تُوفي قبل موسى.

- مقصود النبي - صلى الله عليه وسلم - هو تشبيه موقف علي - رضي الله عنه - في استخلاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - له على أهل بيته بموقف هارون - عليه السلام - حينما ذهب موسى - عليه السلام - لميقات ربه، فاستخلفه على بني إسرائيل.

- الرسول - صلى الله عليه وسلم - استخلفه على أهل بيته خاصة، أما الوالي على المدينة فكان محمد بن مسلمة - رضي الله عنه -.

- أن عليًا - رضي الله عنه - هو الذي جاء واشتكى للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولو لم يأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال له هذا الكلام.

...

[الشبهة السابعة: «علي مني وأنا من علي»]

قالوا: إن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «علي مني وأنا من علي» دليل على أن عليًا هو الإمام بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وهذا باطل؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال أيضًا عن جليبيب - رضي الله عنه - كما في مسلم: «هذا منِّي وأنا منه» (٢)، فهل هذا يلزم أن يكون جليبيب خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ بل كيف يكون ذلك والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قالها وهو يدفن جليبيب - رضي الله عنه -!

...

[الشبهة الثامنة: «يا رب أصحابي!»]

قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيحلؤون عنه، فأقول:


(١) رواه البخاري، كتاب المغازي: ٤٤١٦
(٢) رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة: ٢٤٧٢

<<  <   >  >>