للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥١٦م). وأصل الكلمة غير معروف على وجه الدقة، فيُقال: إنها حي اليهود في البندقية نسبة إلى (فلجيتو Villgetto) أو (مصنع المدافع) الذي أقيم بجواره. ويُقال أيضًا: إن الكلمة مشتقة من الكلمة الألمانية (جهكتر أورت Geheckter Ort) التي تعني (المكان المحاط بالأسوار)، أو هي من الكلمة العبرية (جت) أو (جيط) بمعنى (الانفصال) أو (الطلاق) الواردة في التلمود. وربما كان أكثر الافتراضات قربًا من الواقع هو ذلك الذي يعود بالكلمة إلى لفظة (بورجيتو Borghetto) الإيطالية التي تعني القسم الصغير من المدينة (١).

ولقد تجمع اليهود بمحض إرادتهم في هذه الأحياء - قبل أن يجبروا على التجمع فيها قسرًا في بعض الأحيان - حتى يحافظوا على وحدتهم وعلى أسلوب حياتهم، فقد كانوا يعتبرون ذوبان اليهود في المجتمع خطرًا عظيمًا يعد بمثابة النذير بنهاية اليهودية، أو كما يُطلق عليه (الإبادة الصامتة Silent Holocaust).

ومما دعم الحاجة إلى الجيتو كذلك مجموعة الشعائر اليهودية الخاصة، مثل: قوانين الطعام، وتحريم الزواج المختلط، وعدم شرب خمر صنعها واحد من الأغيار، والختان، والنصاب اللازم لصلاة الجماعة، وعادات الدفن والمدافن، وشعائر السبت (٢).

وفي دول شرق أوروپاعامة، وفي روسيا بصفة خاصة، فقد أُطلِق اصطلاح (منطقة الاستيطان اليهودي Pale of Settlement) على مناطق التجمع اليهودي هناك. ولم تأخذ هذه المنطقة شكل الجيتو الأوروپي الذي يقتصر على حي أو شارع في مؤخرة المدينة، ولكن كانت منطقة الاستيطان اليهودي في روسيا عبارة عن مجموعة من القرى أو المدن الصغيرة التي خصصت لكي يسكن فيها اليهود (٣).

يقول الدكتور المسيري (٤): «كان الجيتو كذلك وسيلة من وسائل الإدارة في غياب


(١) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٤/ الجيتو: تاريخ).
(٢) السابق، بتصرف.
(٣) د. سناء عبد اللطيف: الجيتو اليهودي، ص (٢٢).
(٤) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٤/ الجيتو: تاريخ) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>