للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» (١). وفي زيادة رواها الترمذي بسند صحيح أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).

وزاد البعض في الحديث بـ «انصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ...» وهذه زيادة مكذوبة لا تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

واستدلال الشيعة بهذا الحديث باطل من وجوه:

- قالوا: إن غدير خُم هذا هو مفترق الحجيج، وإنه - صلى الله عليه وسلم - اجتمع بهم ليبين لهم هذا الأمر، لكن الصحيح أن غدير خم تبعد عن مكة بمائتين وخمسين كيلومترًا تقريبًا، فهي ليست مفترق الحجيج، بل إن مفترق الحجيج هي مكة نفسها.

- النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتكلم وهو في مكة في أيام مِنَى أو في أيام عرفة، وإنما أجَّل الأمر إلى أن رجع، لماذا؟ لأن الأمر كان خاصًا بأهل المدينة، لأن عليًا - رضي الله عنه - كَثُرَ فيه القيل والقال من الجيش الذي أرسله لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - ليقبض الخمس، وذلك بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك، والله أعلم. فلما وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - للراحة عند غدير خُم وهو في سفره من مكة للمدينة، خطب في الناس وذكَّرهم بكتاب الله، ثم بعد ذلك نبَّه إلى ما وقع بشأن علي - رضي الله عنه - وبرأ ساحته ورفع من قدره ونبه على فضله ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس (٣)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

- الموالاة هي النصرة والمحبة، وعكسها المعاداة، وكما يقول ابن الأثير (٤): «المولى يقع على الرب والمالك والسيد والمُنعِم والمُعتِق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمُعتَق والمُنعَم»، ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة: ٢٤٠٨
(٢) رواه الترمذي، كتاب المناقب: ٣٧١٣، وصححه الألباني.
(٣) انظر، ابن كثير: البداية والنهاية (٥/ ١٠٦).
(٤) ابن الأثير: النهاية، ص (٩٩٠).

<<  <   >  >>