للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد قاد القساوسة الإنجيليون الأمريكيون حملة إعلامية شرسة ضد الإسلام؛ ومثال ذلك تجرؤ چيمي سواجارت Jimmy Swaggart (١) على وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بالمنحرف) و (الشاذ جنسيًا)! وذلك في العاشر من نوفمبر عام ٢٠٠٢م. كما وصف قس إنجيلي آخر - وهو چيم باكر Jim Bakker - (٢) الإسلام بكونه «دينًا سيئًا للغاية وخبيثًا جدًا»، وشن حربًا كلامية عنيفة ضده ملصقًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمة الإرهاب (٣). وهذا غيض من فيض ..

ونحن لن نتوقف لعقد موازنات بين المصالح والمفاسد التي ترتبت على هذه الواقعة، وكفانا قول العامة: «القاعدة دمرت برجين، وأمريكا احتلت بلدين!!»، وكذلك لن نتوقف للبحث وراء الملابسات الغامضة المحيطة بالواقعة، والتي أثارها الصحافي الإنجليزي روبرت فيسك في مقالته المنشورة بجريدة (الإندپندنت) البريطانية تحت عنوان (حتى أنا أسأل عن الحقيقة وراء أحداث ٩/ ١١) (٤)، ودعمتها المعلومات المريبة التي


(١) والذي اكتُشف تورطه في فضيحة جنسية صدَّرت بها مجلة (تايم) الأمريكية غلافها، في عددها الصادر يوم ٦/ ٤/١٩٨٧م. See, Time (www.time.com): Evangelism: TV's Unholy Row, April ٦, ١٩٨٧
(٢) الذي أدين في جريمة اغتصاب شاع خبرها في مارس عام ١٩٨٧م [انظر، مقالة التايم السابقة]. يقول چورچ مارسدن: «اتُهم چيم باكر بتصرفات جنسية غير لائقة. وعندما حل چيري فالويل محله بشكل مؤقت في برنامج پي تي إل PTL [التليفزيوني] اكتشف تصرفات مالية كبير، غير سليمة بالمثل، وأدين باكر بها بالفعل. وعندما انحسرت أولًا الفضائح الجنسية، كان أحد أكثر الأصوات علوًا في انتقاد باكر آتيًا من فم خصمه الإيفانجليكي چيمي سواجارت. مع ذلك، وفي خلال العام نفسه، كان سواجارت قد أجبر عن طريق أحد خصومه على الاعتراف بتصرفاته الجنسية غير اللائقة، واضطر باختصار إلى التخلي عن منصبه قبل أن يعود بوجه جديد يطلب المغفرة» اهـ[چورچ مارسدن: كيف نفهم الأصولية الپروتستانتية والإيفانجليكية، ص (١٠٢). George M. Marsden: Understanding Fundamentalism and Evangelicalism]. قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: ١٢٩].
(٣) انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (٦٧).
(٤) See, Robert Fisk: Even I question the truth about ٩/ ١١, The independent (www.independent.co.uk), August ٢٥, ٢٠٠٧

<<  <   >  >>