للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكل خلاف وشقاق، هم (فاشست Fascist) يومنا الحالي، وهذا ما نقاتل ضده». ثم يذكر أنه «في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بشن حرب ضد طالبان والقاعدة، تقوم أعداد كبيرة من المسلمين بالتعبئة ضد الولايات المتحدة. والمسلمون بهذا الموقف، قد عبروا عن صراعهم ضد أمريكا، الأمر الذي يكشف من خلال ما جرى أننا نشاهد بداية صراع الحضارات الذي يستمر عقودًا طويلة يقف الغرب فيه ضد الإسلام، صراع ينطلق بعنف من المستنقع الأفغاني ليغمر مناطق عديدة من العالم» (١).

وبغية التأكيد على صحة ما طرحه في مقالته الأولى (نهاية التاريخ؟)، يعتبر فوكوياما أن ما جرى في الحادي عشر من سپتمبر لم يؤثر على الذروة في الديمقراطية الليبرلية المعاصرة؛ فإنه يعتقد صحة فرضياته، وأنها ستبقى صحيحة، لأن (العصرنة)، كما تمثلها الولايات المتحدة و [الدول] الديمقراطية المتقدمة الأخرى ستبقى القوة المهيمنة في عالم السياسة، فيما ستستمر القوانين المتضمنة مبادئ الغرب الأساسية في الحرية والمساواة بالانتشار حول العالم. وأيًا كان الأمر، فإن هجمات ١١ سپتمبر تمثل تراجعًا يائسًا تجاه العالم المعاصر، الذي يبدو أنه سيكون بمثابة قطار شحن سريع بالنسبة لأولئك الذين لا يرغبون الركوب فيه (٢).

ويختتم فوكوياما مقالته بقوله: «إن الصراع الدائر بين الديمقراطية الليبرالية الغربية والإسلامية الفاشية ليس صراعًا متكافئًا بين نظامين حضاريين قابلين للتطور، فكلاهما يتمكن من إخضاع العلم والثقافة لأغراضه، ويحصل على الثروة، ويتعامل مع الواقع المتباين للعالم المعاصر. وفي جميع هذه النواحي، فإن العادات الغربية تحتفظ بكل الأوراق. لهذا السبب سنواصل الانتشار عبر العالم في المدى البعيد. ولكن إلى أن نصل إلى هذا المدى البعيد، لا بد وأن نحافظ على وجودنا من خلال الإرادة على القتال من أجل القيم التي تجعل الحصول على المجتمعات الديمقراطية الحديثة أمرًا ممكنًا» اهـ (٣).


(١) انظر، د. ناظم الجاسور: تأثير الخلافات الأمريكية-الأوروپية على قضايا الأمة العربية، ص (٢٦٩).
(٢) انظر السابق، ص (٢٧٠).
(٣) انظر السابق، ص (٢٧٢).

<<  <   >  >>