للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد أشار راباسا إلى هذه المسألة في تقريره، فكان مما قاله (١): «الدعوة إلى الديمقراطية يمكن أن تضعف نفس الدول التي تشكل جزءًا من البنية الأمنية الحالية التي تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة» اهـ.

أيضًا، يظهر في التقرير عدولًا بعض الشيء عن الرأي القديم الذي قدمته بينارد في تقرير عام ٢٠٠٣م؛ حيث يرفض التقرير بالعموم فكرة التعاون مع الإسلاميين على مختلف توجهاتهم، وحتى العصرانيين منهم، بدعوى أن التيار العصراني المسلم ليس تيارًا تحرريًا، وأن العصرانيين يحملون بداخلهم رؤى ومواقف محافظة، ولذا لا يجب دعمهم أو مساندتهم؛ فإن الدعم سيعطي للإسلاميين المزيد من المصداقية ويساعد في نشر دعوتهم، وتكلفة ذلك باهظة في المستقبل. ولكن في المقابل، يرى التقرير أن عدم دعم أو مساندة الإسلاميين لا يعني عدم الحوار مع المعتدلين منهم، حيث إن الحوار سيكون بنَّاءً في توضيح موقف كلا الطرفين (٢).

كذلك، فعلى الرغم من هذا التحذير الذي احتل عدة مواضع من التقرير، فهو يدعو إلى دعم ومساندة من سماهم (بالدعاة الشباب المعتدلين Young Moderate Clerics)؛ فيرى التقرير أن الحركات العَلْمانية الليبرالية التي لها قاعدة شعبية، ولكنها لا تتقبل بسهولة فكرة استخدام المساجد في الترويج لأفكارها يمكن أن تستفيد من استخدام الدعاة المعاصرين والتفاعل الجاد مع المعتدلين، وخاصة الدعاة الجدد ممن سيصبحون قادة الحركة الدينية في المستقبل.

ومن المهم جدًا ملاحظة أن التقرير قد أشار في بداية الفصل الخامس إلى ضرورة التزام هؤلاء الدعاة الجدد بمبادئ الاعتدال كما حددها التقرير، وليس طبقًا لأي معيار آخر (٣).

أما عن هذه المبادئ، فلقد وضع التقرير مجموعة من الأسئلة (١١ سؤالًا) التي اعتبرها مقياسًا Criteria للاعتدال، وأن الإجابة على هذه الأسئلة تحدد ما إذا كان


(١) ibid., p(٣٩), see also p(٤٥)
(٢) See ibid., p(٧٧)
(٣) See ibid., p(٧٩ - ٨٠)

<<  <   >  >>