للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(كنائس أو معابد يهودية) في دول ذات أغلبية مسلمة؟

١١ - هل تقبل بنظام تشريع يقوم على مبادئ تشريعية غير طائفية؟

يقول الدكتور باسم خفاجي (١): «إن من يقرأ هذه اللائحة من الأسئلة يدرك على الفور أن تعريف الاعتدال بالمفهوم الأمريكي لا يعبر إلا عن المصالح الأمريكية الهادفة إلى تحويل المسلمين بعيدًا عن الإسلام تحت دعوى الاعتدال العالمي. إننا أمام محاولة لإعادة تعريف مفهوم الاعتدال داخل المجتمع المسلم بحيث لا يستند التعريف من الآن فصاعدًا إلى مبادئ الوسطية والتراحم التي حثت عليها الشريعة، وإنما أن يتحول مفهوم الاعتدال إلى مجموعة من المسلمات الغربية التي تقدم للعالم على أنها مبادئ دولية.

ومن المتوقع لاحقًا في حال إقرار هذه التوجهات ودفعها في الساحات الفكرية الدولية أن تُمنع شعوب العالم من رفضها أو حتى الاعتراض عليها، بدعوى أن ذلك سيكون اعتراضًا على حقوق الإنسان الدولية أو الشرائع العالمية، كما حدث من قبل فيما يتعلق بما يسمى حقوق الإنسان التي أصبحت حقوقًا للشواذ وحقوقًا لمخالفة الأخلاق والقيم والعادات» اهـ.

مما يذكره التقرير كذلك أن وزارة الخارجية الأمريكية تقوم بإعداد قاعدة بيانات مركزية عن الشخصيات الدينية والثقافية المهمة والمؤثرة في المنطقة الإسلامية، وهو ما يشار إليه بقاعدة بيانات الشخصيات المؤثرة Key Influencers، ولكن التقرير لا يوضح الغرض من إعداد هذه القاعدة من المعلومات، أو كيف سيتم استخدامها (٢).

كما ينبه التقرير إلى أهمية الإنفاق المالي الأمريكي على الجهود الإنسانية والخدمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم المسلم من أجل منافسة التيار الإسلامي الذي يستأثر بالنصيب الأكبر من تقديم هذه المساعدات إلى الفقراء والمحتاجين في العالم الإسلامي. ويشير التقرير بالامتنان والموافقة إلى فكرة تقدم بها دنيس روس Dennis Ross،


(١) د. باسم خفاجي: استراتيچيات غربية لاحتواء الإسلام، قراءة في تقرير راند ٢٠٠٧، ص (٢٨ - ٩).
(٢) See, Rabasa et al.: Building Moderate Muslim Networks, p(٥٥)

<<  <   >  >>