للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يهود قال الله تعالى فيهم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} (١).

واشتد ارتياب اليهود وغضبهم عندما شاهدوه يكتسح أمامه كل ما يعتزون به من ضمانات؛ إذ يُعلِّم الناس أن الله ليس من المساومين، وأن ليس هناك شعب مختار، وأن الله هو المحب لكل الأحياء، وأنه لا يستطيع اختصاص البعض بالرعايات عدم استطاعة الشمس ذلك مع الناس (٢).

{فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ} (٣)، وتآمرت الطائفة الكافرة على قتله، خاصة بعد أن وبخهم وأنبأهم بأن الله سيدمر لهم مدينتهم وهيكلهم بعد ما اتخذوه سوقًا للصرافة والتعامل بالربا، وملهى لسباق الحمام، ومعبدًا للأوثان، كما جاء في متَّى (٤): «ودخل يسوع إلى هيكل الله، وأخرج جميع الذين يبيعون ويشترون في (الهيكل)، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام، وقال لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص».

ولكنه - عليه السلام - نبأهم بخراب (الهيكل)، ولم ينبئهم بإعادة بنائه مرة أخرى، كما فعل أنبياؤهم السابقون: «... فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل فقال لهم يسوع: أما تنظرون جميع هذه. الحق أقول لكم: إنه لا يُترك ههنا حجر على حجر لا يُنقض!» (٥).

فلما أحس اليهود بالخطر يتهدد أنظمتهم وطقوسهم العفنة «أغروا به الحاكم الروماني. ولكن الرومانيين كانوا وثنيين ولم يكونوا على استعداد للدخول في الخلافات الدينية بين اليهود، ولم تكن دعوة المسيح التي أعلنها إلا إصلاحًا خلقيًا ودينيًا فلم تتصل دعوته بالسياسة، ولم تمس الحكومة من قريب أو من بعيد، ولذلك لم يستحق غضب الرومان. ولكن اليهود تتبعوا عيسى لعلهم يجدون منه سقطة تثير عليه غضب الرومان» (٦).


(١) البقرة: ٩٦، يقول هتلر: «... ولئن تكن غريزة حب البقاء عنده [أي اليهودي] أقوى منها في أي عرق آخر» اهـ[أدولف هتلر: كفاحي، ص (١٧١)].
(٢) د. أحمد شلبي: مقارنة الأديان/المسيحية، ص (٦٧، ١٠٠) بتصرف.
(٣) الصف: ١٤
(٤) متى ٢١: ١٢ - ١٣
(٥) متى ٢٤: ١ - ٢
(٦) د. أحمد شلبي: مقارنة الأديان/المسيحية، ص (٦٧ - ٨) بتصرف.

<<  <   >  >>