للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبني عليه حاضر ومستقبل! ".

وكان تعليق العالمة اليهودية الشهيرة الدكتورة شولاميت چيفا Shulamit Geva - أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب - قولها بالنص: "إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفًا أن يكون أداة للحركة الصهيونية، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة". وذلك يتفق تمامًا مع دراسة للأستاذ كيث ويتلم Keith Whitlam نشرها بعنوان يغني عن كل شيء: "اختراع التاريخ اليهودي القديم وخنق التاريخ الفلسطيني كله"!».

ويقول الدكتور محمد إسماعيل المقدم (١): «ولو ثبت ذلك جدلًا لما ساغ أن يهدم المسجد ليقام مكانه الهيكل، لأن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - نسخت كل الشرائع التي سبقتها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار (٢) "» اهـ.

ولقد كانت آيات الإسراء بمثابة إعلان لليهود بإقالتهم من منصبهم الذي نصبهم الله تعالى إياه؛ يقول صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله (١٩٤٣ - ٢٠٠٦م) (٣): «يرى القارئ في سورة الإسراء أن الله ذكر قصة الإسراء في آية واحدة فقط، ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم، ثم نبههم بأن هذا القرآن يهدي للتى هي أقوم، فربما يظن القارئ أن الآيتين ليس بينهما ارتباط، والأمر ليس كذلك، فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس، لأن اليهود سيُعزَلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية، لما ارتكبوا من الجرائم التي لا مجال بعدها لبقائهم على هذا المنصب، وإن الله سينقل هذا المنصب فعلًا إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويجمع له مركزي الدعوة الإبراهيمية كليهما، فقد آن أوان انتقال القيادة الروحية من أمة إلى أمة، من أمة ملأت تاريخها بالغدر


(١) د. محمد إسماعيل المقدم: خدعة هرمجدون، ص (٥٩) الهامش.
(٢) رواه مسلم، كتاب الإيمان: ١٥٣
(٣) صفي الرحمن المبار كفوري: الرحيق المختوم، ص (١١٩ - ٢٠).

<<  <   >  >>