للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢١٥م القرار التالي لتقرير أن الكنيسة تملك حق الغفران للمذنبين: «إن يسوع المسيح لما كان قد قلد الكنيسة سلطان منح الغفران، وقد استعملت الكنيسة هذا السلطان الذي نالته من العلا منذ الأيام الأولى، فقد أعلم المجمع المقدس وأمر بأن تحفظ للكنيسة هذه العملية الخلاصية للشعب المسيحي والمثبتة بسلطان المجامع، ثم ضرب بسيف الحرمان من يزعمون أن الغفران غير مفيد أو ينكرون على الكنيسة سلطان منحه. غير أنه قد رغب في أن يستعمل هذا السلطان باعتدال واحتراز حسب العادة المحفوظة قديمًا والمثبتة في الكنيسة لئلا يمس التهذيب الكنسي تراخ بفرط التساهل».

ولكن الكنيسة لم ترع ذلك التحفظ الوارد في القرار - وهو استخدام هذا السلطان باعتدال واحتراز -، فقد كانت راغبة في زيادة سلطانها - وزيادة أموالها كذلك! - فعمدت إلى منح المغفرة بصكوك تباع بالمال في الأسواق! (١).

يقول الصك: «ربنا يسوع يرحمك يا ... (٢) ويشملك باستحقاقات آلامه الكلية القدسية، وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي أحلك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها، وأيضًا من جميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة وفظيعة، ومن كل علة وإن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي، وأمحو جميع أقذار الذنب وكل علامات الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة، وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المطهر، وأردك حديثًا إلى الشركة في أسرار الكنيسة، وأقرنك في شركة القديسين، أردك ثانية إلى الطهارة والبر اللذين كانا لك عند معموديتك، حتى إنه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاة إلى محل العذاب والعقاب، ويفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح. وإن لم تمت سنين مستطيلة فهذه النعمة تبقى غير متغيرة حتى تأتي ساعتك الأخيرة باسم الآب والابن والروح القدس» اهـ (٣).

{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا


(١) محمد قطب: مذاهب فكرية معاصرة، ص (٦٣ - ٤) بتصرف يسير.
(٢) يترك فراغ يكتب فيه اسم - المغفور له - كما تملأ الاستمارات في المصالح والدواوين!
(٣) انظر، د. أحمد شلبي: مقارنة الأديان/المسيحية، ص (٢٦٩).

<<  <   >  >>