أن كان حق التفسير والفهم لنصوص الكتاب المقدس مقصورًا على رجال الدين، وذلك حتى يكون الدين ما تنطق به أفواههم وليس لأحد أن يعقب على قولهم. فألغى بذلك الحجاب الذي أقيم بين المسيحي وكتابه، وفتح باب التفسير لكل مثقف ذي فهم، وإذا كان ثمة نص لم يفهم توقفوا عن فهمه، فإن أبدى رجل الدين رأيًا في فهمه قبلوه إلا إذا خالف نصًا ظاهرًا لا مجال للتأويل فيه.
- عدم الرياسة في الدين، فألغى بذلك الرياسة الكنسية التي تستمد الخلافة من أحد الحواريين أو من المسيح نفسه.
- ليس لرجل الدين حق الغفران، إنما يرجع غفران الذنوب إلى عمل الشخص، وعفو الإله، وتوبة العاصي وندمه على ما فات ولومه نفسه على ما كان.
- عدم الصلاة بلغة غير مفهومة، وقد كانت صلاة القسيس بلغة لا يفهمها المصلون مقبولة لدى الكاثوليك، لأن أساس ذلك أن عبادة القسيس عبادة لمن هم تحت سلطانه.
- إنكار الرهبنة، حيث وجد أن جزءًا من فساد رجال الدين يرجع إلى عدم الزواج، ورأى أن المنع منه لم يكن في المسيحية في عصورها الأولى، فقرر حقهم في الزواج، وتزوج هو فعلًا مع أنه من رجال الدين. وكان زواجه من راهبة تدعى كاترينا Katharina von Bora (١٤٩٩ - ١٥٥٢ م).
- اعتبار العشاء الرباني مجرد تذكار بالفداء وتذكار للمجيء، وليس كما يعتقد الكاثوليك بأن المسيح يحل في جسد من يأكل العشاء الرباني، والخبز يتحول إلى عظام المسيح المكسورة والخمر يتحول إلى دم المسيح (١).
- عدم اتخاذ الصور والتماثيل في الكنائس والسجود لها، حيث ذلك قد نهي عنه في التوراة، كما جاء في سفر التثنية: «لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا أو صورة مما في السماء
(١) جاء في رسالة پولس لأهل كورنثوس عن العشاء الرباني ما يلي: «لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا: إن الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها أخذ خبزًا. وشكر فكسر وقال: خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري. كذلك الكأس أيضًا بعد ما تعشوا قائلًا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» [رسالة كورنثوس الأولى ١١: ٢٣ - ٢٦].