للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد شهد القرن الثامن عشر صحوة إفانجليكية (١) إنجليزية عادت فيها - كما تذكر تخمان - (٢) «حركة الپندول إلى الناحية الأخرى من بعد الهيلينية التي اتسم بها القرن الثامن عشر، إلى النزعة العبرية الجادة مرة أخرى».

تقول (٣): «لقد عادت هذه النزعة الدينية إلى المسيحية بعد صدمة الثورة الفرنسية (الملحدة) لتدفئ القلوب المسيحية الباردة وتملأها بالورع. وبدأت هذه الصحوة التبشيرية تؤثر بشكل كبير في الطبقة العليا التي أصبحت تهيء نفسها معنويًا وسياسيًا - بحرص شديد - بسبب الخوف مما كان يحدث في فرنسا. ومن أجل تجنب الابن الفظيع للمدرسة العقلانية، الثورة، فقد كانت هذه الطبقة مستعدة للانضمام اللافكري إلى المذهب الإيفانجليكاني حتى لو تطلب الأمر الإيمان والأعمال الصالحة والارتياب في كل ما هو ملحد. وأصبح الذهاب إلى الكنيسة والوعظ والإيمان المطلق بالكتاب المقدس من مظاهر الذوق الرفيع مرة أخر، لقد اقتطف تريفيليان G. M. Trevelyan [١٨٧٦ - ١٩٦٢ م] نصًّا من أرشيف السجل السنوي في إنجلترا لسنة ١٧٩٨م يقول: "لقد أصابت الدهشة أفراد الطبقة الدنيا في جميع أنحاء إنجلترا حينما رأوا الساحات المؤدية إلى الكنائس مليئة بالعربات، وهذا المظهر الجديد جعل أهل الريف البسطاء يتساءلون عما يحدث". كل ما في الأمر أنه قد ظهرت روح الپيوريتانز مرة أخرى Neo Puritanism، وأصبح على إنجلترا أن تحقن نفسها بجرعة من الورع مرة أخرى. وكان الإيفانجليكيون مثل الپيوريتانز محلًا للسخرية بسبب هذه النزعة الدينية، والشعور بأن لديهم مهمة دينية معينة، والوعظ المستمر والتعبد أيام الآحاد والتحدث بالكتاب المقدس. وهناك أمزوحة قيلت عن صراع الپيوريتانز مع الأسرة الحاكمة: إن أحد طرفي الصراع مخطئ ولكنه


(١) الإفانجليكية أو الإنجيلية: هي حركة دينية نصرانية پروتستانتية ظهرت في إنجلترا في عام ١٧٣٠م، وتتميز تعاليمها بالتشديد على المعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدس.
(٢) باربرا تخمان: الكتاب المقدس والسيف (٢/ ٤٤).
(٣) السابق (٢/ ٤٥ - ٦).

<<  <   >  >>