للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروسيا حماية أقلياتها من الكاثوليك والأرثوذكس.

تذكر ريچينا الشريف أنه «في عام ١٨٣٨م، وبناء على إلحاح شافتسبري، نفذ لورد پالمرستون قرارًا سابقًا بفتح قنصلية بريطانية في القدس وتعيين نائب قنصل هناك، وهو وليام تانر يونج William Tanner Young، وهو إنجيلي متدين وصديق للورد شافتسبري» (١).

وتقول باربرا تخمان (٢): «لقد كتب اللورد پالمرستون خطابًا لسفيره في القسطنطينية عن اليهود، وسط محاولاته لمنع انهيار مفاجئ للإمپراطورية العثمانية. قال في خطابه: "يوجد في الوقت الحالي بين اليهود المتفرقين في أنحاء أوروپاشعور قوي أن الوقت يقترب بالنسبة لأمتهم كي تعود إلى فلسطين ... وسيكون مهمًا للغاية بالنسبة للسلطان أن يشجع اليهود للعودة والاستقرار في فلسطين؛ لأن الثروة التي سيعودون بها إلى فلسطين سوف تزيد من الموارد الموجودة في البلاد التي يحكمها السلطان، ومن ناحية أخرى، فإن اليهود إذا عادوا تحت تصديق ودعوة وحماية السلطان، سوف يكونون بمثابة اختبار لأي نوايا سيئة مستقبلية من ناحية محمد علي أو خليفته ... وعليّ لأنصح سيادتكم بشدة أن تشيروا على الحكومة التركية بتقديم كل التشجيع ليهود أوروپابالعودة إلى فلسطين". ولقد كان خطاب پالمرستون بتاريخ ١١ أغسطس سنة ١٨٤٠م، وفي ١٧ أغسطس نشرت (التايمز) خطة رائدة "لزرع اليهود في أرض آبائهم"، وأن هذه الخطة، كما تقول الجريدة، تمر الآن بفحص سياسي جاد. لقد أشادت الجريدة بأن مجهودات اللورد آشلي [لورد شافتسبري] صاحب الخطة مجهودات عملية وحكيمة. وقد نشرت الجريدة إحصائية كان يقوم بها آشلي عن رأي اليهود، لكي يعرف شعورهم نحو موضوع العودة إلى الأرض المقدسة، ومتى سيكونون مستعدين للعودة، وما إذا كان اليهود (ذوو المال والجاه) سوف يشاركون في العودة ويستثمرون رأس المال الذي لديهم، لو تم إقناع الباب العالي أن يعد اليهود بتوفير القانون والعدالة والأمن لهم ولأراضيهم، وأن حقوق اليهود وامتيازاتهم "سوف يتم تأمينها تحت حماية القوة الأوروپية". ولم يكن هناك شك


(١) د. ريچينا الشريف: الصهيونية غير اليهودية، ص (٨١) بتصرف يسير.
(٢) باربرا تخمان: الكتاب المقدس والسيف (٢/ ٣٩ - ٤٠) باختصار.

<<  <   >  >>