للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهجرة بناء على المواثيق الثلاثة (١). وكتب هيرش في عام ١٨٣٧م يقول: "إن الله أمر اليهود بألا يقوموا أبدًا بإنشاء دولتهم بأنفسهم ومن خلال جهودهم".

وكان الحاخامات في وسط أوروپاأكثر تطرفًا. وفي عام ١٨٣٧م في نفس العام الذي حظر فيه هيرش على اليهود إعلان دولة يهودية، حدث زلزال في شمال فلسطين قتل الغالبية العظمى من سكان مدينة صفد، والذين كان الكثير منهم من اليهود، وكانوا قد هاجروا حديثًا إلى فلسطين. وقد أرجع الحاخام موشيه تيتلباوم Moshe Teitelbaum [١٧٥٩ - ١٨٤١ م]- وهو حاخام پولندي شهير - هذا الزلزال إلى عدم رضاء الله عن الهجرة اليهودية الزائدة إلى فلسطين. وقال تيتلباوم: "ليست مشيئة الله أن نذهب إلى أرض إسرائيل عن طريق جهودنا ومشيئتنا"» (٢).

وينقل المسيري عن (موسوعة الصهيونية وإسرائيل Encyclopedia of Zionism and Israel) أن المنظمات اليهودية الرئيسة (كافة) قد اتخذت من الصهيونية موقفًا معارضًا أو موقفًا غير صهيوني (أي غير مكترث). وقد دفعت المعارضة اليهودية القيادة الصهيونية لنقل مقر انعقاد المؤتمر الأول (١٨٩٧م) من ميونخ إلى بازل. وأعلنت اللجنة التنفيذية لمجلس الحاخامات في ألمانيا، عشية انعقاد المؤتمر، اعتراضها على الصهيونية على أساس أن فكرة الدولة اليهودية تتعارض مع عقيدة الخلاص اليهودية. كما اتخذت المنظمتان اليهوديتان الرئيستان في إنجلترا (مجلس مندوبي اليهود البريطانيين، والهيئة


(١) وردت المواثيق الثلاثة في فقرة تلمودية شهيرة في الجزء المسمى (كيتوبوت) ص (١١١)، والتي تتردد في أجزاء أخرى من التلمود، ويتعارض اثنان منها بوضوح مع المعتقدات الصهيونية. قالوا: «يقول الله إنه فرض على اليهود ثلاثة مواثيق: الأول: أنه يجب على اليهود ألا يتمردوا على غير اليهود. والثاني: يجب ألا يقوم اليهود بالهجرة الجماعية إلى فلسطين قبل مجيء المسيح. والميثاق الثالث يفرض على اليهود عدم الإلحاح في الصلاة طلبًا لقدوم المسيح، حتى لا يأتي قبل موعده المحدد» (!!). [انظر، شاحاك وميزفينسكي: الأصولية اليهودية في إسرائيل (١/ ٥٩)].
(٢) نفسه (١/ ٦١ - ٢) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>