للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإيهامهم بأنهم سيلقون في فلسطين من ضروب الاضطهاد ما اعتادوا أن يلقوه في روسيا في عهد القيصرية» اهـ.

وحتى لا نغفل وننجرف وراء التيار المقيِّد للصراع في إطار (عربي-إسرائيلي) قومي مجرد، حيادًا عن الساحة العقدية الأصلية، ندلل بخبر نشرته (مفكرة الإسلام) في ١٨ مايو ٢٠٠٧م جاء فيه: «أكد السكرتير التنفيذي لجمعية اتحاد الكنائس في غزة (قسطنطين الدباغ)، أن توجُّه المؤسسات الغربية الداعمة للاتحاد لم تتغير عقب الحصار الغربي الذي فُرض على الشعب الفلسطيني. وقال الدباغ في تصريحات لصحيفة (فلسطين) اليومية: إنّ الدعم الذي يتلقاه الاتحاد من المؤسسات الغربية مثل السوق الأوروپية والكنائس التي تنتمي لمجلس الكنائس العالمي، مستمر ولم يتأثر بالحصار. ويأتي استمرار الدعم المقدَّم لاتحاد الكنائس فيما تعاني الجمعيات الإسلامية الفلسطينية - التي تقدم خدمات للعائلات الفقيرة والأيتام - بشدة في تحصيل الأموال من الخارج؛ بسبب الحصار الاقتصادي، ورفض البنوك التعامل مع هذه الجمعيات» اهـ.

فهذه إشارة سريعة، بعدها نقول:

قد تقدم الحديث عن المساعي الاستعمارية الغربية في حلّ رابطة المسلمين وإسقاط دولة الخلافة وإحياء النعرة القومية (الجاهلية المنتنة) بدلًا منها، فكان كما يقول هيكل (١): «كان التفكير الذي ورد في مناقشات مجلس الحرب هو أن يكون هناك (موزاييك Mosaic) من القوميات والأديان في منطقة الساحل».

وقد لاقت هذه الدعوة قبولًا لدى بعض العرب، كالشريف حسين بن علي حاكم مكة (١٢٥٤ - ١٣٥٠هـ/١٨٥٤ - ١٩٣١م)، فكان هو أول من نادى من الحجاز باستقلال العرب عن الدولة العثمانية، وقاد الثورة ضدها في عام ١٩١٦م، والتي عرفت في التاريخ باسم (الثورة العربية الكبرى).

يقول هيكل (٢): «يستطيع أي قارئ لمجموعات الوثائق البريطانية لرئاسة مجلس


(١) محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (١/ ١٠١).
(٢) السابق (١/ ١٠٠).

<<  <   >  >>