للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: «العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لن تختلف سواء كان الرئيس المقبل أوباما أو ماكين».

وحتى في ظل ما تردد كثيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية - العربية على وجه أخص - بشأن توتر العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية ووصولها إلى درجات تدن غير مسبوقة منذ تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو المتعلقة باستمرار بناء المستوطنات، مزامنة مع زيارة چوبايدن Joe Biden نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة في مارس من عام ٢٠١٠م، مما وجه (صفعة) - برأي البعض - للإدارة الأمريكية بأكملها. فالصفعة الحقيقية كانت من نصيب مروجي الفكرة أنفسهم!؛ فقد كان واضحًا للعيان أن زيارة نتنياهو لأمريكا في ٢٤/ ٣/٢٠١٠م وخطابه أمام المؤتمر السنوي لمنظمة أيپاك الصهيونية عكست دفء العلاقات الثنائية، كما أنها عززت قوة اللوبي الإسرائيلي داخل المجتمع الأمريكي، خاصة مع إلقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الكلمة الافتتاحية، رغم كل ما قيل عن انفعالها وغضبها ومكالمتها الهاتفية الثائرة ذات الثلاثة والأربعين دقيقة مع نتنياهو بسبب تصريحات المستوطنات .. حتى إنه عقَّب ناثان براون Nathan J. Brown، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة چورچ واشنطن، عقَّب على هذه الأحداث ولخص طبيعة العلاقات الثنائية بقوله: «لا شيء يغير صلابة وعمق العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، فلا تصدقوا أن هناك توترًا بل موازنات سياسية، وليس هناك انفصال أو شقاق، فالعلاقة أقرب إلى الزواج الكاثوليكي، الذي لا يمكن أن ينفصل فيه الزوجان، رغم كل خلافاتهما الزوجية البسيطة» اهـ (١).

وليس أوضح من اتخاذ أمريكا «المسار الحذر Cautious line» (٢) في متابعة تداعيات المجزرة الإسرائيلية تجاه أسطول الحرية البحري Gaza Freedom Flotilla صبيحة يوم الاثنين ٣١ مايو ٢٠١٠م، والذي توجه لكسر الحصار الشائن عن قطاع غزة


(١) انظر، جريدة (المصري اليوم)، عدد الاثنين ٢٩/ ٣/٢٠١٠م، ص (١٥).
(٢) See, Reuters (www.reuters.com): Obama: Use flotilla tragedy for Mideast peace, June ٣, ٢٠١٠

<<  <   >  >>