للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- - {تشيع أم رفض؟ وقفة تاريخية تأصيلية} - -

«.. وكأنهم أرادوا تطييب نفوس أتباعهم بتحسين هذا الاسم لهم» [القفاري] (١)

قبل النبش في جذور التشيع، نكمل سريعًا تتبع المسار التاريخي لهجرة اليهود وشتاتهم في الأرض، والذي قد بدأناه في الباب السابق. وقد أرجأنا تتبع هجرة اليهود إلى الجزيرة العربية إلى هذا الموضع من البحث، وكان ذلك لغرض ..

فيقول المستشرق اليهودي إسرائيل وُلفنسون أبو ذؤيب Israel Wolfensohn (١٨٩٩ - ١٩٨٠) (٢) : «تذكر لنا صحف العهد القديم من أخبار بني إسرائيل أن بلاد طور سيناء وشمال الجزيرة بوجه عام كانت ملجأ يقصد إليه كثير من بني إسرائيل الذين كانوا يفرون من وجه الملوك والحكام الظالمين، ثم في عهد الملك بختنصر فإنه حين غزا أورشليم قصدت جموع من اليهود أرض الجزيرة ...»، إلى أن قال (٣): «والخلاصة أن عناصر إسرائيلية يظن أنها قد هاجرت من ديارها إلى الأقاليم العربية في عصور مختلفة ولأسباب شتى غير أنها بادت كما بادت قبائل عربية كثيرة ولم يبق من آثارها سوى اسمها» اهـ.

ولقد قصد الكثير منهم نواحي خيبر والمدينة وما جاورها، وذلك كما يقول الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله (٤) «لما كانوا وعدوا به من ظهور رسول الله، وكانوا يقاتلون المشركين من العرب فيستنصرون عليهم بالإيمان برسول الله قبل ظهوره،


(١) د. ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (١/ ١٧٢).
(٢) د. إسرائيل ولفنسون (بن زئيف Ben Ze'ev): تاريخ اليهود في بلاد العرب، في الجاهلية وصدر الإسلام، ص (١٨).
(٣) السابق، ص (٢٠).
(٤) ابن قيم الجوزية: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (٢/ ٣٥٨).

<<  <   >  >>