للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصادق - رضي الله عنه -، وذلك لنسبه ومكانته وفضله في الإسلام؛ فهو الإمام المبجَّل، إمام زمانه، العالم العابد الزاهد التقي الورع، جعفر، ولقبه الصادق، ابن إمام زمانه في العلم والأدب والدين، الإمام محمد، ولقبه الباقر، ابن إمام التابعين في زمانه، الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وأمه: هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وأبوها هو القاسم بن محمد من كبار علماء المدينة في زمانه. وأمها (أم أم فروة): هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (١). وهذا يعني أن أخوال أم فروة وأعمامها بَكريون، ولذلك لما سُئل الإمام جعفر رحمه الله عن أبي بكر قال: «أيسُب الرجل جده؟! أبو بكر جدي»، وقال أيضًا: «ولدني أبو بكر الصديق مرتين».

وقال عنه الإمام أبو حنيفة رحمه الله: «ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر بن محمد»، وقال عن السنتين اللتين تتلمذ فيهما على يديه: «لولا السنتان لهلك النعمان» (٢).

ويقول الإمام الشهرستاني (٣): «أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الدنيا، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات» اهـ.

فالإمام جعفر هو من أئمة أهل السنة الأعلام، افترى عليه الرافضة الكذب، ورووا عنه آلاف آلاف الروايات المكذوبة (٤)، ونسبوا إليه كتاب الجفر (٥)، والذي يحتوي على


(١) انظر، النوبختي: فرق الشيعة، ص (٧٧).
(٢) انظر: الإمام جعفر الصادق، للشيخ صالح الدرويش، وراجع ترجمته في (السير)، للذهبي (٦/ ٢٥٥ - ٦٤).
(٣) الشهرستاني: المِلَل والنِحَل (١/ ١٦٦).
(٤) وهذا لا اعتراض عليه في حين أنهم يشنون حربًا شديدة على أبي هريرة - رضي الله عنه - لكونه من المكثرين في الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: كيف يمكن له أن يروي كل هذه الأحاديث! حتى إنه تجرأ أحد الزنادقة بكتابة مقالة بجريدة (الفجر) المصرية تحمل عنوان (سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول)، وذلك في عدد (٩٦) الصادر يوم الاثنين ٩/ ٤/٢٠٠٧م.
(٥) الجفر: هو ولد الشاة، وقد سمي الكتاب جفرًا نسبة للجلد الذي كتب عليه، وهو نوعان: الجفر الأبيض والجفر الأحمر. جاء في الكافي عن أبي العلاء قال: «سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إن عندي الجفر الأبيض، قال: فقلت: أي شيء فيه؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآنًا ... ، وعندي الجفر الأحمر. قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل. فقال له عبد الله بن أبي اليعفور: أصلحك الله، أيعرف هذا بنو الحسن؟ فقال: أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرًا لهم» اهـ[الكليني: الأصول من الكافي (١/ ٢٤٠)].

<<  <   >  >>