للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضالًا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء» (١).

وروي عن جابر قال: «سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: إنما يعرف الله - عز وجل - ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله - عز وجل - ولا يعرف الإمام منا أهل البيت، فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالًا» (٢).

بل لقد جعلوها في مرتبة الصلاة والزكاة والصوم والحج، كما يروي الكليني عن عجلان أبي صالح قال: «قلت لأبي عبد الله - عليه السلام -: أوقفني على حدود الإيمان، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وصلاة الخمس، وأداة الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين» (٣)، وعن أبي حمزة عن أبي جعفر قال: «بني الإسلام على خمس: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية» (٤)، فتأمل قوله «ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية»، ومعناه أن الولاية أهم من الأربع الأول، وقد صرح في رواية عن زرارة عن أبي جعفر قال: «بني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة: قلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن» (٥)، بل لقد حذفوا الصوم والحج في رواية أخرى، فرووا عن الصادق - عليه السلام - قوله: «أثافي (٦) الإسلام ثلاثة، الصلاة، والزكاة، والولاية، لا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها» (٧).


(١) السابق (١/ ١٨٧).
(٢) السابق (١/ ١٨١).
(٣) السابق (٢/ ١٨).
(٤) السابق.
(٥) السابق.
(٦) يقول الشارح: «الأثافى جمع الأثفية بالضم والكسر، وهي الأحجار التي توضع عليها القدر، وأقلها ثلاثة» اهـ[الكليني: الأصول من الكافي (٢/ ١٨) الهامش].
(٧) السابق.

<<  <   >  >>