للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة» (١)، وقال: «لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة» (٢)، وقال: «لا يزال الدين قائمًا حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (٣).

واستدلالهم هذا باطل من وجوه:

- أوصاف الاثنى عشر المذكورين في الحديث وزمنهم أنهم: (يتولون الخلافة، الإسلام في عهدهم عزيز، الناس يجتمعون عليهم). ولا ينطبق على أئمة الشيعة أي وصف منها، حتى العدد لا ينطبق عليهم، لأن الإمام الحادي عشر الحسن العسكري مات بدون ذرية كما سنبين بعد قليل.

- الحديث ليس فيه حصر لعدد الأئمة، بل هو خبر أن الدين يكون عزيزًا وقت حكمهم.

- الشيعة تقول إن كل أئمتهم كانوا مستترين خائفين يتعاملون بالتقية، بل إن عليًا عندهم لم يستطع أن يُظهر الدين الصحيح؛ فما استطاع أن يظهر القرآن الصحيح ولا منع صلاة التراويح ولا أمر بزواج المتعة!

- كيف يكون نص على علي - رضي الله عنه - والنصوص وردت عن علي تنافي ذلك، كما نسب إليه في نهج البلاغة أنه قال: «أنا لكم وزيرًا خير مني لكم أميرًا» (٤).

- إذا كان الأمر كما ورد في الحديث، فلم قَبِل علي - رضي الله عنه - بالشورى، وتنازل الحسن لمعاوية، وبايع الحسين لمعاوية، وبايع جميع أئمتهم للخلفاء؟

- قال - صلى الله عليه وسلم -: «في أمتي اثنا عشر منافقًا» (٥)، فالعدد لا عبرة له (٦).

- أيضًا، روى الكليني في الكافي جملة من أحاديثهم تقول بأن الأئمة ثلاثة عشر،


(١) رواه مسلم، كتاب الإمارة: ١٨٢١
(٢) نفسه.
(٣) رواه مسلم، كتاب الإمارة: ١٨٢٢
(٤) نهج البلاغة، المنسوب لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ص (١٣٦).
(٥) رواه مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: ٢٧٧٩
(٦) عثمان الخميس: حقبة من التاريخ، ص (٢١٦ - ٧) بتصرف.

<<  <   >  >>