للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وختامًا أقول محذرًا جميع المسلمين بقول رب العالمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَالُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (١).

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

وكتب

محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن

عَمان ٢٦/ ١٢/١٤٠٧هـ

...

عقيدة التقية:

إن التقية التي هي في الإسلام - كما يقول القفاري (٢) - «رخصة عند الضرورة العارضة، وليست من أصول الدين المتبعة، [في حين أنها] عند الشيعة من أسس عقائدها وركائز إيمانها».

ولقد (٣) عرفها حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الطبري أنه قال: «التقاة: التكلم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان»، وقال أبو العالية: «التقية باللسان وليس بالعمل» (٤)، وقال ابن حجر (٥): «التقية الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير».

وقال صاحب الظلال رحمه الله (٦): «التقية: تقية اللسان لا ولاء القلب، ولا ولاء العمل،


(١) آل عمران: ١١٨
(٢) د. ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (١/ ٣٣٠).
(٣) مستفاد من: الولاء والبراء في الإسلام، لمحمد سعيد القحطاني، ص (٣٧٢ - ٤).
(٤) تفسير الطبري (٦/ ٣١٥).
(٥) ابن حجر: فتح الباري (١٢/ ٣١٤).
(٦) سيد قطب: في ظلال القرآن (١/ ٣٨٦).

<<  <   >  >>