للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه قال: «لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (١).

- وقد ذكرنا في حديثنا عن عقيدة الإمامة زعمهم أن الإمامة انتقلت من إسماعيل بن جعفر إلى أخيه الأصغر موسى بن جعفر الصادق وبرروا ذلك بالبداء، وقالوا على لسان جعفر الصادق: «ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني» (٢).

يقول الإمام ابن حزم (٣): «وجمهور المتكلمين كهشام بن الحكم الكوفي وتلميذه أبي علي الصكاك وغيرهما يقولون: إن علم الله تعالى محدَث وأنه لم يكن يعلم شيئًا حتى أحدث لنفسه علمًا، وهذا كفر صريح».

ويقول شاه عبد العزيز الدهلوي (٤): «وجماعة من الاثنى عشرية من متقدميهم ومتأخريهم منهم المقداد بن عبد الله السيوري من القرن التاسع [ت. ٨٢٦هـ]، صاحب (كنز العرفان)، قالوا: إن الله لا يعرف الجزئيات قبل وقوعها» اهـ.

قاتلهم الله، فالعليم سبحانه علمه مطلق بلا حدود، - سبحانه وتعالى - في كمال علمه، جل شأنه في إطلاق وصفه، فعلمه فوق كل ذي علم: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (٥)، يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لو كان كيف يكون على ما اقتضته حكمته البالغة، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (٦).

يقول القفاري (٧): «وحسب الاثنى عشرية عارًا وفضيحة أن تنسب إلى الحق جل شأنه هذه العقيدة، على حين تبريء أئمتها منها، فإذا وقع الخلف في قول الإمام نسبت ذلك إلى الله لا إلى الإمام، وإذا رجعت إلى معتقدهم في توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وجدت أن الإمام قد حل محل الرب سبحانه في قلوبهم وعقولهم، بتأثير ذلك


(١) الرعد: ٣٩، المجلسي: بحار الأنوار (٤/ ٩٧).
(٢) انظر، ابن بابويه القمي: إكمال الدين وإتمام النعمة (١/ ٦٩).
(٣) ابن حزم: الفِصَل (٤/ ١٣٩).
(٤) محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (٩٠).
(٥) يوسف: ٧٦
(٦) الطلاق: ١٢
(٧) د. ناصر القفاري: أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية (٢/ ٩٥٢).

<<  <   >  >>